الأحماض الدهنية أوميغا-3: فوائدها الصحية وتأثيرها على الشيخوخة

يحتاج الجسم إلى العديد من العناصر الغذائية الأساسية التي لا يستطيع إنتاجها بمفرده، مما يستدعي الحصول عليها من النظام الغذائي. من بين هذه العناصر، تحتل الأحماض الدهنية أوميغا-3 مكانة مهمة نظرًا لفوائدها الصحية المتعددة، بما في ذلك دعم صحة الأوعية الدموية، والحد من الالتهابات، وتعزيز الأداء الإدراكي. تشير دراسة حديثة إلى أن أوميغا-3 قد تساهم حتى في إبطاء عملية الشيخوخة، مما يجعلها ضرورية في النظام الغذائي اليومي.

تنتمي أوميغا-3 إلى مجموعة الأحماض الدهنية غير المشبعة، المعروفة بتأثيرها الوقائي على الأوعية الدموية. يمكن أن تساعد هذه الأحماض في خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) وتعزيز إنتاج الكوليسترول الجيد (HDL)، مما يساهم في تنظيف الشرايين ومنع تراكم الدهون.

تشير الدراسات إلى أن استهلاك مستويات كافية من أوميغا-3 قد يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية مثل النوبات القلبية والسكتات الدماغية. ففي دراسة أجريت عام 2018، تبين أن الأشخاص الذين لديهم مستويات مرتفعة من أوميغا-3 كانوا أقل عرضة للوفاة بنسبة 34٪، كما انخفضت نسبة تعرضهم لأمراض القلب بنسبة 39٪.

تُعد ثلاثة أنواع من أحماض أوميغا-3 الأكثر أهمية وفقًا للجمعية الألمانية للتغذية (DGE):
• حمض ألفا-لينولينيك (ALA): يمتلك خصائص مضادة للالتهابات، مما قد يساهم في إبطاء الشيخوخة عبر الحد من الالتهابات المزمنة في الجسم.
• حمض إيكوسابنتاينويك (EPA) و حمض دوكوساهيكسانويك (DHA): يعملان على تحسين الدورة الدموية، خفض ضغط الدم، وتقليل خطر الإصابة بأمراض القلب.

أظهرت دراسة مشتركة بين جامعتي زيورخ وهارفارد أن الأشخاص الذين تناولوا مستويات كافية من أوميغا-3 تقدموا في العمر بشكل أبطأ مقارنة بغيرهم، مما يعزز فرضية دور هذه الأحماض في تأخير مظاهر الشيخوخة.

يوجد حمض ألفا-لينولينيك في المصادر النباتية مثل الجوز، وبذور الكتان، وزيت بذور الشيا، وزيت الكانولا. بينما تتواجد الأحماض EPA وDHA بكثرة في الأسماك الدهنية مثل التونة، السلمون، والماكريل.

وتوصي الهيئات الصحية مثل الجمعية الألمانية للتغذية بتناول وجبتين من الأسماك أسبوعيًا للحصول على الكمية الكافية من EPA وDHA، حيث أن التحويل الطبيعي لحمض ALA إلى هذه الأحماض في الجسم يتم بكميات قليلة جدًا، ما يجعل الأسماك المصدر الأكثر فعالية.

رغم الفوائد الصحية العديدة لأوميغا-3، إلا أن الاستهلاك المفرط، خاصة من المكملات الغذائية أو الأطعمة المدعّمة، قد يكون له آثار سلبية. يحذر المعهد الفيدرالي لتقييم المخاطر (BfR) من أن الجرعات الزائدة يمكن أن تزيد من نسبة الكوليسترول، وتؤدي إلى اضطرابات النزيف، وتضعف جهاز المناعة لدى كبار السن. كما تشير بعض الدراسات إلى أن الجرعات العالية قد تزيد من خطر الإصابة باضطرابات نظم القلب، مثل الرجفان الأذيني، الذي قد يؤدي إلى حدوث سكتة دماغية.

تلعب الأحماض الدهنية أوميغا-3 دورًا حيويًا في دعم صحة القلب والأوعية الدموية، وتقليل الالتهابات، وتحسين الوظائف الإدراكية. كما تشير الأدلة إلى دورها المحتمل في إبطاء الشيخوخة. ومع ذلك، يجب الاعتدال في استهلاكها، سواء من المصادر الطبيعية أو المكملات، لتجنب المخاطر الصحية المحتملة.

فاطمة الزهراء عاشور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد