تفاحة كل يوم… حقيقة صحية أم مجرد أسطورة شعبية؟

منذ قرون يتردد المثل الشهير: “تفاحة في اليوم تغنيك عن زيارة الطبيب”. مقولة بسيطة تبدو أقرب إلى الحكمة الشعبية منها إلى الحقيقة العلمية، لكن الأبحاث الحديثة تكشف أن وراءها ما يدعو للتأمل. فالتفاح ليس مجرد فاكهة عادية، بل كنز غذائي يجمع بين الفلافونولات والأنثوسيانينات والفولردزين، وهي مركبات طبيعية قادرة على تعزيز صحة القلب والأوعية وحماية الخلايا من التلف.

الألياف التي يحتويها، وعلى رأسها البكتين، تلعب دورًا بارزًا في خفض الكولسترول الضار وتنظيم مستويات السكر في الدم، بينما تشير دراسات عالمية إلى أن استهلاك التفاح بانتظام قد يقلل من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني بنسبة تقارب 18%، ويحد من احتمالات بعض أنواع السرطان بما يصل إلى 40%. وحتى إن لم يثبت أنه يقلل فعليًا من عدد زيارات الأطباء، إلا أن الأشخاص الذين يدرجونه في نظامهم الغذائي يحتاجون إلى أدوية أقل من غيرهم.

لكن التفاحة وحدها لا تصنع المعجزات. فالمغزى الذي تؤكده الأبحاث أن الصحة تُبنى على توازن كامل: فواكه وخضر متنوعة، تقليل للسكريات والدهون المشبعة، واعتماد العادات الغذائية السليمة. ومع ذلك، فإن الاحتفاظ بعادة بسيطة مثل أكل تفاحة كاملة بقشرتها يوميًا قد يكون خطوة صغيرة، لكنها مؤثرة، نحو حياة أكثر عافية.

فاطمة الزهراء عاشور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد