العطش الحقيقي أم العطش النفسي؟ كيف نميّز بينهما؟

الكثير من الناس يعتقدون أنهم بحاجة إلى شرب الماء باستمرار، حتى في غياب الشعور بالعطش. لكن الأبحاث الحديثة تشير إلى أنّ هناك فرقًا واضحًا بين العطش الحقيقي، الذي يعكس حاجة الجسم الفيزيولوجية للماء، والعطش النفسي، الناتج عن عادات أو تأثيرات نفسية واجتماعية.

العطش الحقيقي يحدث عندما ينخفض مستوى السوائل أو الأملاح في الجسم، فتطلق الدماغ إشارات تدفع الإنسان إلى الشرب. هذا النوع من العطش طبيعي وصحي، إذ يضمن بقاء الجسم في حالة توازن مائي.

أما العطش النفسي، فينشأ غالبًا من العادات اليومية أو تأثيرات خارجية: مثل مشاهدة إعلان لمشروب بارد، أو الجلوس مع أشخاص يكثرون من شرب الماء، أو حتى مجرد الشعور بالتوتر والقلق. بعض الأشخاص يلجؤون إلى شرب الماء المفرط كوسيلة للتهدئة، دون أن يكون جسمهم بحاجة فعلية لذلك.

الخطورة تكمن في أن تكرار هذا السلوك يؤدي إلى إرهاق الكلى، اختلال الأملاح، واضطرابات هضمية، وهو ما قد يضر أكثر مما ينفع.

للتفريق بين النوعين، ينصح الخبراء بالانتباه إلى إشارات الجسم:
• إذا كان الفم جافًا أو البول داكنًا، فهذا غالبًا عطش حقيقي.
• إذا لم تكن هناك أعراض جسدية واضحة، فقد يكون الأمر مجرد عادة أو دافع نفسي.

التوازن هو الحل. لا ينبغي مقاومة العطش الطبيعي، ولا إجبار الجسم على كميات ماء زائدة تحت وهم “الوقاية”. فالماء مهم، لكن الوعي بطريقة استهلاكه أهم.

إن إدراك الفرق بين العطش الحقيقي والعطش النفسي يساعدنا على حماية صحتنا، وتبني علاقة أكثر عقلانية مع هذا العنصر الحيوي.

مالك سعدو

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد