فرط شرب الماء واضطرابات النوم… علاقة غير متوقعة
يعتقد الكثيرون أن شرب كميات كبيرة من الماء يساعد الجسم على الاسترخاء ويحسّن من وظائفه الحيوية، لكن الحقيقة أن الإفراط في شرب الماء قد يكون سببًا خفيًا لاضطرابات النوم المتكررة.
عندما يستهلك الشخص كميات تفوق حاجة جسمه في فترة المساء، فإن ذلك يفرض على الكلى العمل بوتيرة أكبر للتخلص من الفائض. النتيجة المباشرة هي الاستيقاظ المتكرر ليلاً للتبول، وهو ما يقطع دورة النوم الطبيعية ويمنع الجسم من الوصول إلى المراحل العميقة والضرورية للراحة الجسدية والنفسية.
هذا الاضطراب لا يقتصر على كبار السن فقط، بل قد يصيب الشباب أيضًا إذا اعتادوا على شرب كميات كبيرة قبل النوم. ومع مرور الوقت، يتسبب هذا في إرهاق، ضعف التركيز، تقلبات المزاج وحتى تراجع الأداء المهني أو الدراسي.
من جهة أخرى، أظهرت بعض الدراسات أن التوازن الدقيق بين الماء والأملاح في الجسم يؤثر أيضًا على إفراز هرمونات مرتبطة بالنوم، مثل الميلاتونين. وعندما يختل هذا التوازن بفعل فرط شرب الماء، قد يعاني الشخص من صعوبة في النوم أو أرق متكرر.
الحل ليس في الامتناع عن شرب الماء، بل في تنظيم التوقيت والكميات. فمن الأفضل توزيع استهلاك الماء على مدار اليوم، وتقليل الشرب المكثف في الساعات الأخيرة قبل النوم. كذلك، يجب الانتباه إلى إشارات الجسم، وشرب الماء استجابة للعطش بدلًا من فرض كميات كبيرة بلا حاجة.
بكلمة واحدة: الماء صديق للصحة، لكن الإفراط في تناوله قد يحرمنا من أبسط متطلبات الحياة الجيدة… نوم هادئ وعميق.
مالك سعدو