التدخين السلبي: خطر متزايد على صحة الأطفال

يشكّل التدخين السلبي تهديدًا كبيرًا لصحة الأطفال، خاصة الرضع والأطفال الصغار ومرحلة ما قبل المدرسة، حيث يتنفس الأطفال بمعدل أسرع من البالغين. هذا يعني أن كمية أكبر من المواد الضارة الموجودة في دخان السجائر تصل إلى رئاتهم.

وأوضح خبراء أن “الجهاز التنفسي ونظام إزالة السموم لدى الأطفال ليسا مكتملين بعد، مما يجعلهم أكثر عرضة للتأثيرات السلبية للدخان”. ووفقًا لتقديرات الخبراء، فإن استنشاق طفل للدخان في غرفة مغلقة يعادل تدخينه لسيجارة واحدة خلال ساعة.

تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يعيشون في منازل المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالعديد من الأمراض، مثل التهابات الأذن الوسطى، والربو، والالتهاب الرئوي، والتهاب الشعب الهوائية. كما أظهرت عدة أبحاث أن أطفال المدخنين يواجهون خطرًا متزايدًا للإصابة بالسرطان، حتى لو لم يدخنوا أبدًا.

يشدد الخبراء على أهمية تجنب التدخين داخل المنزل. وأكدوا أن “الخروج للتدخين بعيدًا عن المنزل، مع إغلاق الأبواب والنوافذ جيدًا، يقلل من تعرض الأطفال للدخان”. و يشير الخبراء إلى أن المدخنين يواصلون إطلاق جزيئات دخان بعد 90 ثانية من آخر نفَس للسجائر.

وأضاف الخبراء أن فتح النوافذ للتخلص من الدخان ليس كافيًا، حيث تبقى جزيئات “الدخان البارد” عالقة على الأسطح مثل الأثاث والسجاد والجدران، مما قد يؤدي إلى إعادة استنشاقها لاحقًا، وهو ما يشكل خطرًا إضافيًا على الصحة.

وفيما يخص السجائر الإلكترونية، يرى المختصون أنها “ليست بديلاً آمنًا تمامًا”. على الرغم من أنها لا تطلق جميع المواد الضارة الموجودة في دخان السجائر التقليدية، إلا أن البخار الناتج عنها يحتوي على ملوثات مثل الفورمالديهايد والأسيتالديهيد، وهما مادتان مصنفتان كمسرطنتين.

وأكد أحد أطباء الأطفال أن “أفضل طريقة لحماية الأطفال هي الامتناع تمامًا عن التدخين أو استخدام السجائر الإلكترونية داخل المنزل، في السيارة، أو في أي مكان يوجد فيه أطفال”.

يظل التدخين السلبي تهديدًا صامتًا لصحة الأطفال، سواء من السجائر التقليدية أو الإلكترونية. ولذلك، يدعو الخبراء الآباء إلى تحمل مسؤوليتهم في حماية أطفالهم من التعرض لهذه السموم، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر.

مريم عزون