فهم مرض كرون: تحديات وآمال المرضى

في حلقة جديدة من برنامج صحتك بين يديك” (Sahtak Bin Yadik) الذي يُنتَج ويُبثّ عبر موقع esseha.dz وتقدّمه الإعلامية سميرة فايدي، تم تسليط الضوء على أحد الأمراض الالتهابية المزمنة التي تشهد انتشارًا متزايدًا في السنوات الأخيرة، وهو مرض كرون. وقد استضافت الحلقة الأستاذة دليلة تاقزوت، رئيسة مصلحة أمراض الجهاز الهضمي والكبد بالمستشفى الجامعي في تيزي وزو، التي قدّمت شرحًا وافيًا حول هذا المرض، أعراضه، ومختلف طرق التعامل معه لتحسين حياة المرضى.

مرض معقد ومُنهك

صرّحت الأستاذة تاقزوت قائلة: مرض كرون هو مرض مزمن يتمثّل في التهاب يصيب جدارالجهاز الهضمي، ويمكن أن يشمل أي جزء منه بدءًا من الفم وصولًا إلى فتحة الشرج. ومع ذلك، فإن الأجزاء الأكثر عرضة للإصابة هي الأمعاء الدقيقة والقولون”.

وأضافت أن المرض يتسبب في ظهور آلام في البطن، إسهال مزمن قد يكون مصحوبًا بحمى، تعب شديد، وفقدان في الوزن. كما أكدت أن بعض المضاعفات مثل الناسور والخراج تزيد من تعقيد الحالة، مما يجعل المرض أكثر صعوبة على المرضى.

أسباب متعددة وغير واضحة

ورغم التقدم العلمي، لا تزال الأسباب الدقيقة لمرض كرون غير معروفة. وأوضحت الأستاذة تاقزوت: ما نعرفه هو أن المرض ينتج عن تداخل عدة عوامل، منها الوراثية، والتغيرات في الميكروبيوم المعوي، بالإضافة إلى عوامل بيئية مثل التدخين والتغذية غير الصحية”.

كما أشارت إلى أن المرض مرتبط بخلل في الجهاز المناعي، حيث يتفاعل بطريقة غير طبيعية مع الجهاز الهضمي، مما يؤدي إلى التهابات مزمنة.

الفئة الأكثر تأثرًا بالمرض

وأضافت الأستاذة تاقزوت: غالبًا ما يصيب مرض كرون الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و30 عامًا، لكنه قد يظهر في أي مرحلة عمرية، بما في ذلك الأطفال وكبار السن”. وأشارت إلى أن تأثير المرض على الفئة الشابة يشكّل تحديًا كبيرًا، نظرًا لأنه يؤثر على مرحلة حيوية من حياتهم.

التشخيص المبكر مفتاح العلاج

شدّدت الأستاذة تاقزوت على أهمية التشخيص المبكر قائلة: كلما تم تشخيص المرض مبكرًا، زادت فعالية الأدوية في السيطرة عليه ومنع المضاعفات.” وأوضحت أن التشخيص يتطلب سلسلة من الفحوصات تشمل التحاليل المخبرية، التصوير الطبي، والتنظير الداخلي، لتحديد مكان الالتهاب وشدته.

وأردفت: التشخيص المتأخر يزيد من خطر حدوث مضاعفات مثل انسداد الأمعاء أو الثقب، مما قد يستدعي التدخل الجراحي.”

العلاج الشامل والمتكامل

وعن طرق العلاج، أوضحت الأستاذة تاقزوت: رغم أن العلاجات الحالية لا تقدم شفاءً نهائيًا،إلا أنها تهدف إلى السيطرة على الالتهابات والأعراض”. وأشارت إلى أن العلاجات البيولوجية تمثل نقلة نوعية، لأنها تستهدف الالتهابات بشكل دقيق، مما يقلل الحاجة إلى التدخل الجراحي.

كما أكدت على أهمية النظام الغذائي قائلة: خلال فترات الانتكاس، يُنصح بتجنب الألياف والدهون الزائدة، لأنها قد تزيد من الأعراض. أما في فترات الهدوء، فيجب الالتزام بنظام غذائي متوازن وغني بالعناصر الغذائية لتجنب نقص الفيتامينات والمعادن”.

التأثير النفسي للمرض

وأشارت الأستاذة تاقزوت إلى أن مرض كرون لا يقتصر تأثيره على الجانب الجسدي فحسب، بل يمتد ليشمل الجانب النفسي أيضًا. وقالت: التعامل مع مرض مزمن يمكن أن يكون مرهقًا نفسيًا، خاصة مع الأعراض المستمرة كالتعب وفقدان الشهية ونقص التغذية.”

وأوضحت أهمية الدعم النفسي والتثقيف الصحي: على المريض أن يفهم حالته جيدًا، وأنيكون على دراية بكيفية التعامل مع الأعراض واتباع نصائح الأطباء بشكل دقيق. الشراكة بينالطبيب والمريض هي الأساس في تحسين جودة حياة المريض.”

رسالة أمل

وفي ختام الحلقة، طمأنت الأستاذة تاقزوت المرضى قائلة: بفضل التقدم الطبي والمتابعةالجيدة، يمكن للمرضى المصابين بكرون أن يعيشوا حياة طبيعية.” وأضافت: التوعية والتشخيص المبكر، إلى جانب الالتزام بالعلاج، هي المفاتيح للتعامل مع المرض بشكل أفضل.”

مريم عزون

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد