أهمية النوم على الصحة النفسية والسلوك الاجتماعي: دراسة جديدة تكشف تأثير زيادة النوم على الامتنان والازدهار والمشاركة المجتمعية

أثبتت دراسات عديدة فوائد النوم الجيد في تعزيز الصحة العامة والرفاهية. في دراسة جديدة من جامعة “بايلور”، تبيّن أن زيادة مدة النوم بنحو 46 دقيقة فقط في الليلة لها آثار إيجابية واسعة على الصحة النفسية، إذ تُساهم في تعزيز الامتنان، والازدهار الشخصي، والمرونة النفسية، والسلوكيات الاجتماعية الإيجابية.

حملت الدراسة عنوان “الامتنان، الازدهار والسلوكيات الاجتماعية بعد تقليل وزيادة مدة النوم”، ونُشرت في مجلة “علم النفس الإيجابي”. أجريت هذه الدراسة من قبل الباحث “ألكسندر دو” كجزء من أطروحة التخرج، بإشراف الباحث الرئيسي “مايكل ك. سكولين” الأستاذ المساعد في علم النفس وعلوم الأعصاب، ومدير مختبر علوم النوم والإدراك في “بايلور”، بالتعاون مع الأستاذة “سارة شنِتكِر”، مديرة مختبر “علم الفضائل” ومركز “برايتس”. ركز الباحثون في هذا المشروع على تأثير النوم على الصحة النفسية وكيف يمكن لزيادة النوم أن تعزز مؤشرات إيجابية مثل الشعور بالامتنان والمرونة.

خلافاً للأبحاث السابقة التي ركزت على الأضرار الناجمة عن نقص النوم، تسلط هذه الدراسة الضوء على الفوائد النفسية لزيادة مدة النوم باستخدام إطار علم النفس الإيجابي. عادةً ما يُنظر إلى الامتنان والمرونة والازدهار كمميزات شخصية مرتبطة بنوعية نوم جيدة، ولكن هذه الدراسة تناولت السؤال المعاكس: هل يمكن للنوم بحد ذاته أن يُعزز هذه الحالات الإيجابية؟

صرح “سكولين” قائلاً: “لقد قام ألكسندر بعمل رائع في تقديم فكرة جديدة من خلال البحث عن العلاقة بين النوم والامتنان والازدهار، مما أدى إلى تعاون بحثي جديد. كان هذا البحث هو الأول الذي جمع بين مجالي دراستي وشنِتكِر”.

وتضيف “شنِتكِر”: “هذه الدراسة مثيرة لأنها تتناول تأثيرات النوم على الصحة النفسية مع التركيز على تشكيل مجتمعات أخلاقية أكثر ازدهارًا”. وقد تمت الدراسة على 90 شابًا وُزعوا عشوائيًا بين نوم طبيعي، نوم محدود، ونوم مُطوّل لمدة أسبوع. وقد أظهرت النتائج أن زيادة مدة النوم تعزز الامتنان، والمرونة، والشعور بالازدهار.

وتابع “سكولين”: “وجدنا أن المشاركين الذين زادوا نومهم بمقدار 46 دقيقة يوميًا، أظهروا مستوى أعلى من الرضا، والشعور بالمعنى في الحياة، والمرونة”. في المقابل، أظهرت نتائج تقليص النوم تأثيرات عكسية، إذ انخفضت معدلات المزاج الإيجابي، والشعور بالمرونة، والامتنان.

كما أبرزت الدراسة أهمية النوم للصحة النفسية ليس فقط على المستوى الفردي بل على الصعيد المجتمعي. فقد لاحظ الباحثون أن الأشخاص الذين يتمتعون بنوم جيد أظهروا مزيدًا من الامتنان ومواقف اجتماعية إيجابية، مما قد يؤثر على السلوكيات الاجتماعية مثل العطاء المجتمعي.

وتشير الدراسة إلى أن هذه الفوائد تتجاوز مجرد الشعور باليقظة خلال اليوم، بل تتعمق لتشمل رؤية واضحة للحياة وتطوير القدرة على مواجهة التحديات.

فاطمة الزهراء عاشور