دراسة برازيلية تكشف تأثير حجم التدريب على النمو العضلي لدى كبار السن

أجرت دراسة علمية برازيلية تحليلًا للعلاقة بين حجم التدريب والنمو العضلي لدى كبار السن، وخلصت إلى نتائج قد تغيّر أساليب التدريب البدني لدى العديد من الأشخاص، وخاصة أولئك الذين لم يحققوا تقدماً ملحوظاً رغم استمرارهم في ممارسة التمارين.

في المجال الرياضي، غالباً ما يُفترض أن زيادة الجهد والتكرار يؤدي بالضرورة إلى نتائج أفضل. ولكن هذه الفرضية لا تكون دائماً صحيحة، حيث يعتمد الأمر بشكل كبير على الأهداف الفردية والشروط البدنية لكل شخص. في هذا السياق، قامت مجموعة من الباحثين البرازيليين بدراسة حالة خاصة، وهي تأثير زيادة حجم التدريب على تحسين النمو العضلي لدى كبار السن.

شارك في الدراسة 85 شخصاً، بينهم 44 امرأة و41 رجلاً، بمتوسط عمر 68 عاماً. وتم تدريبهم على تمارين تقوية عضلات الفخذين على مدى 10 أسابيع. المثير للاهتمام أن كل مشارك قام بتدريب ساقيه بطريقة مختلفة، حيث تم تقسيم الساقين لتدريبات بأحجام مختلفة من المجموعات التدريبية. بعضهم قام بتدريب إحدى الساقين بمجموعة تدريبية واحدة في كل حصة، في حين تم تدريب الساق الأخرى بأربع مجموعات في كل حصة. الهدف كان معرفة ما إذا كانت الزيادة في حجم التدريب ستؤدي إلى تحسن في الكتلة العضلية وقوة الساق.

بعد انتهاء فترة التدريب، تم تحليل التغيرات في حجم العضلات باستخدام التصوير بالرنين المغناطيسي، بالإضافة إلى قياس القوة القصوى التي يمكن تحقيقها بتكرار واحد. النتائج أظهرت أن غالبية المشاركين الذين خضعوا لتدريب بمستوى أقل (مجموعة تدريبية واحدة) لم يُظهروا أي تحسن في كتلتهم العضلية أو قوتهم، وهو ما يُعرف في علوم الرياضة بمصطلح “غير المستجيبين”. هؤلاء الأفراد لم يتمكنوا من تحقيق أي تقدم في نمو العضلات أو زيادة القوة رغم التدريب.

على النقيض، المشاركون الذين خضعوا لتدريب أكثر كثافة (أربع مجموعات) أظهروا تحسناً ملحوظاً في حجم عضلاتهم وقوتهم. وأظهرت الدراسة أن زيادة حجم التدريب قد تكون عاملاً مهماً في تحسين الاستجابة العضلية لدى الأشخاص الذين لم يستجيبوا لتدريبات أقل كثافة.

البروفيسور ستيفان جيسلر، رئيس الجمعية الألمانية لعلوم القوة، أكد على أهمية هذه النتائج قائلاً إن زيادة حجم التدريب قد تكون استراتيجية فعالة لتحويل الأشخاص غير المستجيبين إلى مستجيبين، خاصة بين كبار السن. هذه الاستراتيجية قد تساعد في الحد من تدهور العضلات مع التقدم في العمر، وتعزز نوعية الحياة بشكل أفضل.

هذه النتائج تشير إلى أن زيادة حجم التدريب يمكن أن تكون مفيدة بشكل خاص لكبار السن، حيث أن زيادة عدد المجموعات التدريبية قد يكون الحل الأمثل لتعزيز النمو العضلي والقوة البدنية، وبالتالي تحسين الأداء الوظيفي وزيادة القدرة على التكيف مع تحديات الشيخوخة.

مريم عزون