السفر قد يبطئ عملية الشيخوخة: دراسة جديدة تكشف الفوائد الصحية للسياحة

كشفت دراسة حديثة أن السفر قد يكون له تأثير إيجابي في تأخير أو إبطاء عملية الشيخوخة، مما يشكل دافعًا جيدًا لحجز رحلتك المقبلة. الدراسة التي تحمل عنوان “مبدأ زيادة الإنتروبيا: رؤية جديدة حول تأثير السياحة على صحة الإنسان”، نُشرت في Journal of Travel Research في أغسطس الماضي.

وفقًا لبيان صحفي صادر عن جامعة إديث كوان (ECU) الأسترالية بالقرب من بيرث في 5 سبتمبر، فإن الدراسة “طبقت نظرية الإنتروبيا على السياحة”، حيث تُعد هذه الدراسة أول بحث متعدد التخصصات من نوعه.

الإنتروبيا، وفقًا لجامعة إديث كوان، هي ميل الكون نحو الفوضى. وأوضح البيان أن “وجهة نظر الإنتروبيا تشير إلى أن السياحة قد تحفز تغييرات في الإنتروبيا، حيث يمكن للتجارب الإيجابية أن تخفف من زيادة الإنتروبيا وتحسن الصحة، في حين أن التجارب السلبية قد تسهم في زيادة الإنتروبيا وتؤثر سلبًا على الصحة.”

من بين الفوائد الصحية للسفر التي أظهرتها الدراسة هو “إبطاء علامات الشيخوخة”. وقال فانغلي هو، الباحث الرئيسي في الدراسة وطالب الدكتوراه في جامعة إديث كوان: “عملية الشيخوخة لا يمكن عكسها. ومع ذلك، يمكن إبطاؤها وإن لم يكن بالإمكان إيقافها”. وأشار إلى أن “السياحة ليست مجرد استجمام وترفيه، بل يمكن أن تسهم في تعزيز الصحة البدنية والعقلية للناس”.

أضافت الجامعة أن خوض تجربة إيجابية خلال السفر يمكن أن “يعزز من الرفاه الجسدي والعقلي للفرد”، وذلك من خلال “التعرض لأماكن وبيئات جديدة، زيادة النشاط البدني والتفاعل الاجتماعي، وتعزيز المشاعر الإيجابية.”

وأشارت الدراسة إلى أن السفر إلى أماكن جديدة يُفعّل استجابة جسدية تزيد من معدل الأيض، مما يحفز أيضًا استجابة تكيفية من جهاز المناعة. هذه الاستجابة المناعية “تعزز قدرة الجسم على التصدي للتهديدات الخارجية”، وفقًا لما ذكره هو.

وأوضحت هو قائلة: “ببساطة، يصبح نظام الدفاع الذاتي للجسم أكثر قوة”. وأضافت أن “الهرمونات التي تساعد في إصلاح وتجديد الأنسجة قد تُطلق خلال السفر، مما يعزز من أداء نظام الشفاء الذاتي في الجسم.”

وتظهر الدراسة أن هذا التأثير ينطبق على جميع أنواع السفر سواء كانت رحلات استجمامية أو أنشطة بدنية مثل المشي لمسافات طويلة. وقالت هو: “الأنشطة الترفيهية أثناء السفر قد تساعد في تخفيف التوتر المزمن، وتقلل من فرط نشاط الجهاز المناعي، وتدعم الوظيفة الطبيعية لنظام الدفاع الذاتي للجسم.”

وفي المقابل، ذكرت هو أن الأنشطة البدنية المكثفة مثل المشي أو ركوب الدراجات خلال السفر يمكن أن تعزز من قدرات الجسم المناعية وقدرته على الدفاع عن نفسه ضد المخاطر الخارجية. وأكدت أن “ممارسة النشاط البدني يمكن أن تحسن الدورة الدموية، وتسرع من نقل المغذيات، وتساعد في التخلص من الفضلات، مما يحافظ بشكل جماعي على نظام شفاء نشط.”

وأضافت هو أن “التمرين المعتدل له فوائد متعددة لصحة العظام والعضلات والمفاصل، بالإضافة إلى دعم نظام مكافحة التآكل في الجسم.”

مالك سعدو

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد