جزيئات البلاستيك الدقيقة: هل تشكل تهديدًا على صحتنا القلبية؟
تعد جزيئات البلاستيك الدقيقة ظاهرة متفشية في كل مكان، بما في ذلك داخل جسم الإنسان. ومن المعروف أن هذه الجزيئات تصل إلى أجسامنا من خلال عدة طرق، أبرزها تناول المشروبات. فقد كشفت دراسات علمية أجريت قبل عدة سنوات أن الإنسان يمتص حوالي خمسة غرامات من جزيئات البلاستيك الدقيقة أسبوعيًا من خلال السوائل المعبأة في زجاجات. وفي دراسة أمريكية حديثة، تم العثور على حوالي 250,000 جسيم نانوبلاستيكي في كل لتر من المياه المعبأة في زجاجات بلاستيكية.
على الرغم من أن تأثير هذه الجسيمات الدقيقة على الصحة لم يُفهم بالكامل بعد، إلا أن الأبحاث مستمرة لكشف النقاب عن مخاطرها. وقد تمكن قسم الطب في جامعة “دانوب” الخاصة في كريمس من التوصل إلى اكتشاف جديد يفيد بأن الشرب من زجاجات بلاستيكية قد يرفع من ضغط الدم.
في هذه الدراسة التجريبية، طُلب من ثمانية أشخاص بالغين يتمتعون بصحة جيدة التوقف عن شرب المشروبات المعبأة في زجاجات بلاستيكية لمدة شهر كامل، والاعتماد فقط على مياه الصنبور. تم قياس ضغط الدم للمشاركين قبل بدء التجربة وبعد أسبوعين وأربعة أسابيع من الانقطاع عن المشروبات البلاستيكية، على كل من الذراعين اليمنى واليسرى.
أظهرت نتائج الدراسة، التي قادتها الباحثة “مايا هينياكوفيتش”، اتجاهات ملحوظة في قياسات ضغط الدم. فقد شهد ضغط الدم الانبساطي انخفاضًا ملحوظًا من الناحية الإحصائية بعد أسبوعين من التوقف عن شرب السوائل المعبأة في زجاجات بلاستيكية. وأوضحت هينياكوفيتش قائلة: “تشير نتائج الدراسة لأول مرة إلى أن تقليل استخدام البلاستيك قد يسهم في خفض ضغط الدم، وربما يعود ذلك إلى تقليل كمية جزيئات البلاستيك في الدم.”
وأوصى الباحثون بإجراء دراسات موسعة بمشاركة عدد أكبر من الأشخاص وتطبيق بروتوكولات قياس أكثر دقة لتأكيد هذه النتائج الأولية. ومع ذلك، فإن هذه النتائج تسلط الضوء على أهمية الحد من استخدام البلاستيك لتجنب تأثيراته الضارة المحتملة على الصحة.
في ضوء هذه النتائج، ينصح الباحثون بتجنب تناول المشروبات المعبأة في زجاجات بلاستيكية قدر الإمكان، واستبدالها بمصادر مياه أقل تلوثًا بالبلاستيك، مثل مياه الصنبور، وذلك لحماية صحة القلب والشرايين من المخاطر المحتملة لهذه الجزيئات الدقيقة.
فاطمة الزهراء عاشور