النوم الصحي شرط للنجاح المدرسي

مع العودة إلى مقاعد الدراسة، يواجه الأولياء سؤالًا مهمًا: هل ينام أطفالهم بما يكفي ليستطيعوا التعلم والتركيز؟ النوم بالنسبة للتلميذ ليس ترفًا، بل ضرورة حيوية تؤثر مباشرة على قدرته الذهنية وسلوكه اليومي. لكن الواقع يكشف أن الكثير من الأطفال لا يحصلون على الساعات الكافية من النوم بسبب الإدمان على الشاشات.

يحتاج الطفل في سن المدرسة إلى ما بين 9 و11 ساعة نوم كل ليلة. لكن مع انتشار الهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية، انخفض معدل النوم عند الكثير من التلاميذ إلى 6 أو 7 ساعات فقط. السبب يعود بالأساس إلى الضوء الأزرق المنبعث من الشاشات، الذي يعيق إفراز هرمون “الميلاتونين” المسؤول عن النوم. النتيجة: تأخر في النوم، قلة في الراحة، وإرهاق صباحي دائم.

التبعات تتجاوز التعب. قلة النوم تؤثر على الذاكرة والانتباه، وتقلل من القدرة على استيعاب الدروس. كما تزيد من احتمالية الإصابة بالقلق والاكتئاب وحتى السلوك العدواني. الدراسات الحديثة تربط أيضًا قلة النوم بزيادة خطر السمنة والسكري عند الأطفال.

كيف نواجه هذه المشكلة؟ الأطباء يوصون بما يسمى “نظافة النوم”. أي فرض وقت محدد لإطفاء الأجهزة الإلكترونية قبل النوم بساعة على الأقل، وإبعاد الهاتف والحاسوب من غرفة الطفل. الروتين الليلي يجب أن يكون هادئًا: قراءة، حديث عائلي، أو تحضير المحفظة. كما يجب الحفاظ على مواعيد نوم واستيقاظ منتظمة حتى في عطلة نهاية الأسبوع.

دور الأولياء محوري. القدوة أهم من النصيحة: لا يمكن مطالبة الطفل بإطفاء هاتفه في العاشرة مساءً إذا كان الوالد يتصفح شبكات التواصل حتى منتصف الليل. تنظيم وقت النوم مسؤولية عائلية مشتركة.

النوم الجيد يساوي النجاح الدراسي. إنه ليس مجرد استراحة، بل استثمار في ذاكرة الطفل، تركيزه، وصحته العامة. مع بداية العام الدراسي، أول خطوة نحو النجاح تبدأ من غرفة النوم.

مالك سعدو

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد