الوكالة الوطنية للأمن الصحي تشارك في مؤتمر عربي يسلّط الضوء على العلاقة بين البيئة وصحة الجهاز التنفسي
شاركت الوكالة الوطنية للأمن الصحي، ممثَّلة برئيسها البروفيسور كمال صنهاجي، في أشغال المؤتمر العلمي الأول للرابطة العربية لأطباء الأمراض الصدرية، المنعقد بالتزامن مع المؤتمر الثالث للجمعية الجزائرية لطب الأمراض التنفسية، يومي 14 و15 نوفمبر 2025 بالجزائر. وقد شكّلت هذه التظاهرة العلمية محطة بارزة في مسار التعاون الطبي العربي، بالنظر إلى حجم المشاركات ونوعية المواضيع المطروحة للنقاش.
انعقد المؤتمر تحت شعار “البيئة والرئة”، في سياق عالمي يتزايد فيه الاهتمام بتأثيرات العوامل البيئية على الصحة، خاصة تلوث الهواء، التدخين، والتغيرات المناخية التي باتت تهدد الأنظمة الصحية عبر العالم. وقد شارك في هذه التظاهرة نخبة من الأطباء والباحثين من مختلف الدول العربية، إلى جانب وفود علمية تمثل جمعيات دولية متخصصة من أوروبا، إفريقيا، الولايات المتحدة ودول حوض المتوسط، ما منح الحدث بعداً دولياً دفع بالنقاشات نحو رؤى أكثر شمولية.
البرنامج العلمي كان ثرياً ومتنوّعاً، حيث تضمن جلسات علمية متخصصة، ومحاضرات تناولت أحدث التطورات في تشخيص وعلاج الأمراض التنفسية، بما في ذلك التقنيات الحديثة والاختبارات المتقدمة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، والتي باتت تشكل نقلة نوعية في دعم الطبيب وتسريع اتخاذ القرار الطبي. كما شمل المؤتمر ورشات تطبيقية مكّنت الممارسين من الاطلاع على أحدث مستجدات الميدان والتعرف على طرق تطبيقية فعّالة في مواجهة الأمراض الصدرية الأكثر انتشاراً.
واختُتمت أشغال المؤتمر بجملة من التوصيات العملية التي تهدف إلى توحيد الجهود العربية في مواجهة التحديات المتزايدة المرتبطة بالصحة التنفسية. ومن أبرز هذه التوجّهات: وضع بروتوكول عربي موحّد لرصد آثار التغيرات المناخية والتلوث البيئي على صحة الجهاز التنفسي، اعتماد خطة شاملة لمكافحة التدخين وتعزيز برامج التوعية للحد من انتشاره، وإطلاق برنامج عربي متكامل للأمراض المهنية يرتكز على التشخيص المبكر وتبادل البيانات الطبية بين الدول العربية.
كما دعا المشاركون إلى تعزيز البحث العلمي والتكوين المتخصص في الأمراض الصدرية، وتوسيع التعاون العربي ـ الدولي في المجالين الصحي والدوائي، خصوصاً مع الهيئات العلمية الإقليمية والدولية التي شاركت في هذا الحدث، بما يسهم في تطوير القدرات الطبية وتحديث الممارسات العلاجية في المنطقة.
مالك سعدو