عيون الأطفال بين الدراسة والشاشات: كيف نقيهم من قصر النظر المبكر؟

مع بداية السنة الدراسية، يتزايد اعتماد التلاميذ على الأجهزة الرقمية: الهواتف الذكية، الحواسيب اللوحية، وأجهزة الكمبيوتر. ورغم فوائدها البيداغوجية، إلا أن الإفراط في استخدامها يهدد صحة العيون، خصوصًا عند الأطفال الذين أصبحوا أكثر عرضة للإصابة بقصر النظر في سن مبكرة.

تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن نصف سكان العالم تقريبًا قد يعانون من قصر النظر بحلول سنة 2050، مع تزايد واضح بين الفئة العمرية الصغيرة. وفي الجزائر، يؤكد أطباء العيون أن عدد الاستشارات الخاصة باضطرابات البصر عند التلاميذ في تزايد مستمر، وغالبًا ما يكون السبب مرتبطًا بالاستخدام المفرط للشاشات، سواء في الدراسة أو الترفيه.

الأعراض تبدو بسيطة لكنها خطيرة إذا أهملت: عيون حمراء، صداع متكرر، رمش مستمر، أو صعوبة في رؤية السبورة من بعيد. كثير من الأولياء يظنون أنها حالات مؤقتة، لكنها في الواقع إشارات مبكرة على إرهاق بصري قد يتطور إلى مرض مزمن.

السبب لا يقتصر على الشاشات فقط، بل على نمط الحياة داخل البيوت والمدارس. فالأطفال يقضون ساعات طويلة في أماكن مغلقة، محرومين من أشعة الشمس الطبيعية. وقد أثبتت الدراسات أن قضاء ساعتين يوميًا على الأقل في الهواء الطلق يقلل من احتمال الإصابة بقصر النظر.

الحلول عملية وسهلة: أولها اعتماد قاعدة “20-20-20”، أي إراحة العين كل 20 دقيقة عبر النظر إلى شيء يبعد 6 أمتار لمدة 20 ثانية. ثانيها تشجيع الأنشطة الرياضية واللعب في الخارج. وثالثها تقليص استعمال الأجهزة الإلكترونية خاصة في المساء.

كما ينصح الأطباء بضرورة الفحص السنوي للعيون، حتى في غياب الأعراض، لأن عين الطفل تتغير بسرعة وقد يتأثر مساره الدراسي بسبب مشكلة بصرية غير مكتشفة. الحفاظ على بصر الأطفال مسؤولية جماعية: الأسرة، المدرسة والقطاع الصحي مطالبون بالتحرك لحماية جيل كامل من خطر يهدد تعليمه وجودة حياته.

مالك سعدو

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد