منظمة الصحة العالمية: أكثر من مليار شخص يعانون من اضطرابات نفسية والعالم مطالب بتوسيع عاجل للخدمات

حذّرت منظمة الصحة العالمية من تفاقم أزمة الصحة النفسية عالمياً، مؤكدة أن أكثر من مليار شخص يعيشون اليوم مع اضطرابات نفسية مختلفة، على رأسها القلق والاكتئاب. المنظمة شددت على أن الخدمات الحالية لا تواكب هذا الحجم من المعاناة، ودعت الحكومات إلى مضاعفة جهودها وتمويلاتها بشكل عاجل.

وحسب تقارير حديثة، تكلف اضطرابات القلق والاكتئاب الاقتصاد العالمي حوالي تريليون دولار سنوياً جراء فقدان الإنتاجية، في وقت لا تتجاوز فيه حصة الصحة النفسية 2% من ميزانيات الصحة العمومية، مع تفاوت صارخ بين الدول الغنية والفقيرة في حجم الإنفاق والخدمات المتاحة.

كما سجلت المنظمة أن الانتحار ما زال يحصد أرواحاً كثيرة، بنحو 727 ألف وفاة سنوياً، مع بطء واضح في تحقيق الهدف الأممي الرامي إلى خفض هذه النسبة بثلث بحلول 2030.

وتشير الأرقام إلى نقص حاد في عدد الأطباء والأخصائيين النفسيين، خاصة في الدول ذات الدخل المنخفض، حيث لا يتعدى المعدل 13 مختصاً لكل 100 ألف نسمة. وفي المقابل، بدأت بعض الدول تحقق تقدماً في إدماج الرعاية النفسية داخل الطب العام وتوسيع خدمات الدعم عن بُعد، خاصة بعد جائحة كوفيد-19.

وفي مواجهة هذا الوضع، دعت منظمة الصحة العالمية إلى تحرك عالمي يقوم على أربعة محاور أساسية:
• زيادة التمويل العادل والمستدام للصحة النفسية،
• إصلاح السياسات بما يضمن احترام حقوق المرضى،
• الاستثمار في تكوين الكفاءات،
• وتوسيع نموذج الرعاية المجتمعية.

وترى المنظمة أن الطلب المتصاعد على خدمات الصحة النفسية، إلى جانب العبء الاقتصادي والاجتماعي المتزايد، يجعل من هذه الإصلاحات أولوية صحية وإنسانية لا تحتمل المزيد من التأجيل.

مريم عزون

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد