الخبز بين الواقع الصحي والمخاطر الغذائية: توصيات جديدة لجامعة هارفارد ومنظمة الصحة العالمية

يُعتبر الخبز جزءًا أساسيًا من النظام الغذائي اليومي لمعظم الجزائريين، لكنه في الوقت نفسه أحد أكثر الأطعمة المثيرة للجدل، خاصة في سياق الحميات الغذائية وفقدان الوزن. في العديد من الأنظمة الغذائية، يُوضع الخبز ضمن قائمة الأطعمة “المحظورة” أو “المحدودة”، ما يدفع البعض إلى تجنبه تمامًا. غير أن دراسات جديدة من جامعة هارفارد ومنظمة الصحة العالمية تقدم توصيات محدثة حول كيفية تناوله بكميات معتدلة دون الإضرار بالصحة.

الخبز الأكثر شيوعًا يحتوي عادة على مكونات بسيطة مثل دقيق القمح، السكر، الملح، الخميرة، والماء. ومع ذلك، فإن بعض أنواع الخبز التجاري قد تحتوي على إضافات صناعية لتحسين الطعم والقوام وزيادة فترة الصلاحية. ورغم أنه مصدر مهم للكربوهيدرات، إلا أن قيمته الغذائية تتأثر بمستوى التكرير المستخدم في عملية الإنتاج.

وفقًا لموقع CuídatePlus، يتكون الخبز بشكل أساسي من الكربوهيدرات، بالإضافة إلى كميات أقل من البروتينات، الألياف، الفيتامينات، والمعادن. وتحتوي 100 غرام من الخبز على حوالي 210 سعرات حرارية، حسب بيانات مؤسسة التغذية الإسبانية.

تشير دراسة حديثة من جامعة هارفارد إلى أن تطور طرق تصنيع الخبز، مثل استخدام الدقيق المكرر، والإضافات الكيميائية، والاختصار في عملية التخمير، أدى إلى تراجع قيمته الغذائية، وتغيير نكهته، وتقليل مدة صلاحيته. علاوة على ذلك، زاد محتوى الدهون في العديد من الأنواع التجارية لجعلها أكثر قبولاً من حيث الطعم، مما أثر سلبًا على جودتها الصحية.

تنصح جامعة هارفارد بتحديد استهلاك الخبز الأبيض إلى شريحة واحدة فقط أسبوعيًا، مشيرة إلى أن قطعة واحدة يمكن أن تحتوي على 13 غرامًا من السكر. يأتي ذلك في ظل التوصية اليومية المحددة للسكر، والتي لا تتجاوز 24 غرامًا للنساء و36 غرامًا للرجال.

من جانب آخر، تشير منظمة الصحة العالمية إلى أن الأشخاص الذين يتبعون نظامًا غذائيًا صحيًا ويمارسون نشاطًا بدنيًا يمكنهم تناول ما يصل إلى 250 غرامًا من الخبز يوميًا، وهو ما يعادل خبزة صغيرة أو شريحتين من الخبز.

لتعزيز النظام الغذائي وفقدان الوزن، يوصي الخبراء باختيار أنواع الخبز المصنوعة من الحبوب الكاملة، لأنها تحافظ على الفيتامينات والألياف والمعادن، وتمنح شعورًا بالشبع لفترة أطول. كما تعد الأنواع المصنوعة من العجين المخمر خيارًا صحيًا آخر، حيث تُصنع باستخدام عملية تخمير طبيعية تعتمد على البكتيريا اللبنية والخميرة، مما يُحسن القيمة الغذائية ويزيد من توافر الفيتامينات والمعادن.

أحد الخيارات المبتكرة هو خبز “كيتو”، الذي يعتمد على مكونات مثل دقيق اللوز أو جوز الهند، والبيض، والزيوت الصحية كزيت الزيتون أو جوز الهند. هذه المكونات تُساعد على تسريع عملية التمثيل الغذائي، وتعزز فقدان الوزن، مع تقديم خيار غذائي غني بالعناصر المفيدة للجسم.

مع تزايد الوعي الصحي في الجزائر، أصبح من الضروري إعادة النظر في العادات الغذائية المرتبطة بالخبز، خاصة مع الاعتماد الكبير عليه كجزء رئيسي من المائدة اليومية. إدخال بدائل صحية مثل خبز الحبوب الكاملة أو الأنواع المخمرة قد يُساهم في تحسين الصحة العامة وتقليل مخاطر السمنة والأمراض المزمنة المرتبطة بالنظام الغذائي.

توصيات جامعة هارفارد ومنظمة الصحة العالمية توفر خارطة طريق لتناول الخبز بطريقة متوازنة تتماشى مع أنماط الحياة المختلفة، مع الحفاظ على التقاليد الغذائية المتأصلة في المجتمع الجزائري.

فاطمة الزهراء عاشور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد