الباحثون يحذرون من الارتفاع المقلق في نسب قصر النظر: خطوات وقائية ضرورية لحماية صحة الأطفال البصرية

يُعتبر قصر النظر من الحالات الشائعة التي يتعامل معها الكثيرون كإزعاج يمكن تصحيحه بسهولة باستخدام النظارات أو العدسات. ومع ذلك، قد تتطور بعض الحالات إلى فقدان كامل للبصر، مما يجعل التدابير الوقائية أمراً بالغ الأهمية، لا سيما مع تزايد نسب الإصابة بين الأطفال.

تُظهر الدراسات الحديثة أن السبب الرئيسي لتفاقم قصر النظر ليس فقط الاعتماد على الهواتف المحمولة، بل نقص الوقت الذي يقضيه الأطفال في الهواء الطلق، إلى جانب الزيادة في استخدام الشاشات الكبيرة والمبالغة في القراءة والأعمال التي تتطلب التركيز عن قرب. يُوضح البروفيسور ديفيد ماكي، الباحث الرئيسي في معهد “لايونز آي”، أن قضاء وقت أطول في الخارج يمكن أن يقلل بشكل كبير من خطر الإصابة بقصر النظر، مع الالتزام بتدابير الحماية من أشعة الشمس.

وأضاف البروفيسور ماكي: “تشهد دول مثل الصين نسباً مقلقة، حيث تصل معدلات قصر النظر بين الطلاب الجامعيين إلى 90%. وفي أستراليا، يعاني حوالي 6 ملايين شخص من قصر النظر، ونتوقع أن تصل النسبة إلى 50% بحلول عام 2050”.

الأسباب والتحديات

بينما تلعب العوامل الوراثية دورًا في بعض الحالات، تظل العوامل البيئية المساهم الأكبر في تزايد قصر النظر، ومن أهمها:

• قلة الوقت الذي يقضيه الأطفال في الهواء الطلق.

• زيادة العمل عن قرب على الشاشات الكبيرة.

• تزايد أعباء التعليم والمذاكرة.

تشير الأبحاث إلى أن الأنشطة التي تتطلب التركيز عن قرب، مثل العمل على شاشات الكمبيوتر وقراءة الكتب لفترات طويلة، تساهم في تفاقم المشكلة. ويشير البروفيسور ماكي إلى أن قضاء وقت أطول في الداخل يؤدي إلى تقليل التعرض لأشعة الشمس الطبيعية، وهو عامل يزيد من احتمالية الإصابة بقصر النظر.

توصيات وقائية

يوصي الباحثون بزيادة الوقت الذي يقضيه الأطفال في الأنشطة الخارجية إلى ساعتين يومياً على الأقل، مع مراعاة أوقات التعرض المنخفضة للأشعة فوق البنفسجية في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من بعد الظهر. هذا الإجراء يساعد على حماية العينين من أضرار الأشعة فوق البنفسجية مع تعزيز الفوائد الوقائية للضوء الطبيعي.

الكشف المبكر والتدخل السريع

قام فريق معهد “لايونز آي”، بقيادة البروفيسور ماكي والدكتورة سامانثا لي، بتطوير اختبار بسيط لقياس طول العين يمكن أن يُعتمد كفحص روتيني للكشف المبكر عن قصر النظر. يُوضح البروفيسور ماكي أن قياس الطول المحوري للعين، من مقدمة القرنية إلى الجزء الخلفي منها، يساعد في تحديد الأطفال المعرّضين لخطر قصر النظر الشديد في وقت مبكر، مما يتيح اتخاذ التدابير الوقائية اللازمة قبل تفاقم الحالة.

واختتم البروفيسور ماكي بقوله: “يجب علينا التحرك بسرعة لاكتشاف قصر النظر في مرحلة مبكرة، لتجنب مشكلات طويلة الأمد قد تؤدي في النهاية إلى فقدان البصر”.

فاطمة الزهراء عاشور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد