فيتامين B12: الركيزة الأساسية لصحة الجسم والعقل

يُعتبر فيتامين B12، المعروف أيضًا باسم الكوبالامين، من العناصر الغذائية الأساسية التي لا يمكن للجسم البشري تصنيعها بنفسه، ولذلك يجب الحصول عليه من خلال الأطعمة أو المكملات الغذائية. وأكد متخصصون في التغذية أن هذا الفيتامين يلعب دورًا مهمًا في العديد من العمليات الحيوية، بما في ذلك دعم نمو وعمل خلايا الدماغ والأعصاب، وإنتاج كريات الدم الحمراء والحمض النووي. ويشير أخصائيو التغذية إلى أن فيتامين B12 “يساعد في استقلاب الكربوهيدرات والدهون والبروتينات، مما يسهم في استخدام الجلوكوز بكفاءة لإنتاج الطاقة في الجسم.”

أهمية الحصول على الكمية المناسبة من فيتامين B12

يؤكد خبراء الصحة أن الحفاظ على مستوى مناسب من فيتامين B12 يعود بفوائد كبيرة على الصحة. وعلى الرغم من أن العديد من الأشخاص يحصلون عليه من خلال نظامهم الغذائي، فإن المكملات الغذائية أصبحت خيارًا شائعًا، خصوصًا بين من يتبعون نظامًا غذائيًا نباتيًا أو نباتيًا صارمًا. ويذكر الأطباء أن هذا الفيتامين يلعب دورًا أساسيًا في إنتاج كريات الدم الحمراء، المسؤولة عن نقل الأكسجين إلى أنسجة الجسم المختلفة، مما يمنع الإصابة بفقر الدم.

الصحة خلال الحمل والرضاعة

يؤكد أطباء النساء والتوليد أن فيتامين B12 ضروري بشكل خاص للنساء خلال فترات الحمل والرضاعة. وقد أشار باحثون في طب الأم والجنين إلى أن “هذه الفيتامينات مهمة لأن الأمهات ينقلن العناصر الغذائية إلى الطفل.” وقد أظهرت الدراسات أن نقص فيتامين B12 يرتبط بتشوهات الأنبوب العصبي لدى الأجنة، ما يبرز أهمية الحفاظ على مستويات كافية منه خلال هذه المرحلة.

صحة الأعصاب والقلب

يشير أخصائيو الأعصاب إلى أن فيتامين B12 يلعب دورًا مهمًا في دعم صحة الجهاز العصبي، إذ يساهم في تكوين غمد المايلين، وهو الطبقة التي تحمي الأعصاب وتساعد في نقل الإشارات بين الدماغ وبقية الجسم. ويوضح الباحثون أن “تكوين غمد المايلين يعتمد على فيتامين B12”. كما يساعد هذا الفيتامين في الحفاظ على صحة النخاع الشوكي والأعصاب الطرفية.

وفيما يخص صحة القلب، يقول أطباء القلب إن فيتامين B12 يساهم في استقلاب الحمض الأميني الهوموسيستين، حيث إن انخفاض مستوياته قد يؤدي إلى ارتفاع مستويات هذا الحمض، ما يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.

الصحة النفسية

يؤكد أطباء النفس أن لفيتامين B12 دورًا في الصحة النفسية والإدراكية. فقد أظهرت الأبحاث أن نقص هذا الفيتامين يمكن أن يتسبب في حالات من الخرف القابلة للعلاج. وتشير الدراسات إلى أن مستويات منخفضة من فيتامين B12 قد تكون سببًا خفيًا للتدهور المعرفي، حيث وجد الباحثون أن 84% من المشاركين في إحدى الدراسات لاحظوا تحسنًا في الأعراض الإدراكية بعد تناولهم مكملات فيتامين B12 لمدة ثلاثة أشهر.

يوصي الأطباء وخبراء التغذية بضرورة الحفاظ على مستويات كافية من فيتامين B12 لما له من فوائد صحية واسعة النطاق، تتراوح بين الوقاية من فقر الدم ودعم وظائف الأعصاب، وصولاً إلى الحفاظ على صحة البشرة. ويرتبط نقص هذا الفيتامين بمشكلات صحية مثل التعب، تراجع القدرات المعرفية، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب. لذا، من المهم الحصول على هذا الفيتامين عبر النظام الغذائي أو المكملات الغذائية لضمان الصحة العامة.

فاطمة الزهراء عاشور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد