الكبد الدهني… المرض الصامت الذي يهدد الملايين

يُعتبر الكبد من أهم أعضاء الجسم وأكثرها قدرة على التحمّل والتجدد، لكنه ليس في مأمن من أمراض العصر.
ففي السنوات الأخيرة، ظهر مرض الكبد الدهني غير الكحولي كأحد أكثر الاضطرابات انتشارًا في العالم، إذ تشير التقديرات إلى أنه يصيب نحو ثلث سكان الأرض، وغالبًا من دون أن يشعر المريض بأي أعراض.

يحدث هذا المرض عندما تتراكم الدهون داخل خلايا الكبد بنسبة تتجاوز 20% من حجمه، فيفقد تدريجيًا قدرته على أداء وظائفه الحيوية.
ويرتبط ظهوره أساسًا بنمط الحياة غير الصحي: الإفراط في تناول السكريات والدهون، قلة الحركة، وزيادة الوزن، خصوصًا في منطقة البطن.
يقول الأطباء إن نسبة عالية من المصابين بالكبد الدهني يعانون من السمنة.

تكمن خطورة المرض في أنه يتطور بصمت. فمعظم المرضى لا يشعرون بأي شيء إلى أن تظهر مضاعفات متقدمة مثل الالتهاب، التليّف، أو حتى التشمع وسرطان الكبد.
لذلك، يشدّد الأطباء على أهمية الكشف المبكر من خلال تحاليل الدم أو الفحص بالموجات فوق الصوتية، خاصة لدى من يعانون من السمنة أو السكري أو ارتفاع ضغط الدم.

ورغم خطورته، يمكن عكس مسار المرض إذا تمّ اكتشافه مبكرًا وتغيّر نمط الحياة.
الخطوات الأساسية تبدأ بـ اعتماد نظام غذائي متوازن على النمط المتوسطي، غني بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، مع تقليل استهلاك اللحوم الحمراء والسكريات.
كما ينصح الخبراء بممارسة الرياضة المنتظمة، لأن فقدان 5 إلى 10% من الوزن يمكن أن يحسّن وظائف الكبد ويقلل نسبة الدهون داخله.

ويحذر الأطباء من أن الكبد الدهني أصبح اليوم السبب الأول لتشمع الكبد في العالم المتقدم، متجاوزًا الأمراض المرتبطة بالكحول.
إنه مرض صامت، لكنه قابل للوقاية والعلاج. يكفي القليل من الوعي والحركة والغذاء الصحي، لأن حماية الكبد تعني في النهاية حماية الحياة نفسه.

فاطمة الزهراء عاشور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد