فيتامين “سي”… أكثر من علاج لنزلات البرد
يظنّ كثيرون أن فيتامين “سي” يقتصر دوره على الوقاية من نزلات البرد، غير أنّ الدراسات الحديثة تؤكد أنّ تأثيره أوسع بكثير، فهو عنصر أساسي لصحة البشرة والقلب والدماغ، وأحد أهم مضادات الأكسدة التي تحمي خلايا الجسم من التلف وتحدّ من الالتهابات المسبّبة للشيخوخة والأمراض المزمنة.
يلعب فيتامين “سي” دوراً محورياً في تعزيز جهاز المناعة من خلال دعم خلايا الدم البيضاء على مقاومة العدوى، كما يساهم في إنتاج الكولاجين، البروتين المسؤول عن مرونة البشرة ونضارتها. وبذلك يحافظ على شباب الجلد ويحدّ من ظهور التجاعيد والبقع الناتجة عن التقدم في السن أو التعرض الطويل لأشعة الشمس.
ولا تتوقف فوائده عند هذا الحد، إذ أثبتت الأبحاث أنه يقي القلب والأوعية الدموية من الأضرار التأكسدية، ويساعد على تنظيم مستويات الكوليسترول وضغط الدم، ما يقلل من احتمال الإصابة بالأمراض القلبية. كما يعزز امتصاص الحديد من الأغذية النباتية، الأمر الذي يساهم في الوقاية من فقر الدم ويحافظ على توازن الطاقة في الجسم.
أما نقصه فيؤدي إلى أعراض متعددة مثل جفاف البشرة، نزيف اللثة، بطء التئام الجروح، الشعور بالتعب وضعف المناعة. ويمكن تفادي ذلك بتناول أطعمة غنية به كالجوافة، الكيوي، البابايا، الفلفل الأحمر، البرتقال، الليمون، البروكلي والفراولة.
يُنصح بتناول نحو 90 ملغ يومياً للرجال و75 ملغ للنساء، فيما تحتاج الحوامل والمرضعات إلى كمية أكبر. أما المدخنون فيُستحسن أن يزيدوا استهلاكهم اليومي لتعويض الفاقد الناتج عن التدخين. ورغم أن فيتامين “سي” لا يمنع نزلات البرد بشكل قاطع، إلا أنه يساهم في تقصير مدتها وتخفيف أعراضها، خاصة عند الأشخاص المعرضين للإجهاد البدني أو النفسي.
في النهاية، لا يُعدّ فيتامين “سي” علاجاً سحرياً، لكنه ركيزة أساسية في نظام غذائي متوازن، تحمي الجسم من الداخل وتمنحه طاقة وحيوية من الخارج. يكفي أن تكون الفواكه والخضروات الملونة حاضرة يومياً على المائدة لنضمن نصيبنا الطبيعي من هذا الفيتامين الحيوي.
فاطمة الزهراء عاشور