الكونغو الديمقراطية على وقع عودة الإيبولا: وباء جديد يثير القلق بعد ثلاث سنوات من الغياب

Screenshot

أعلنت وزارة الصحة في جمهورية الكونغو الديمقراطية، يوم 4 سبتمبر 2025، عن اندلاع موجة جديدة من وباء الإيبولا في مقاطعة كاساي الجنوبية الحدودية مع أنغولا، بعد مرور ثلاث سنوات على آخر ظهور للمرض القاتل. الإعلان أعاد إلى الأذهان صور المآسي السابقة، وأطلق صافرات الإنذار لدى السلطات المحلية والمنظمات الدولية.

حتى الآن، تم رصد 28 حالة مشتبهة، بينها 15 وفاة، من ضمنها أربع إصابات في صفوف العاملين الصحيين. وتعود الحالة الأولى إلى امرأة حامل في الرابعة والثلاثين من عمرها، أُدخلت المستشفى بسبب حمى حادة وقيء متكرر، قبل أن تفارق الحياة إثر فشل متعدد في الأعضاء.

التحاليل المخبرية أكدت أن الإصابات تعود إلى سلالة زائير من فيروس الإيبولا، وهي الأكثر فتكاً بين متغيرات المرض.

سارعت منظمة الصحة العالمية إلى إرسال فرق استجابة سريعة ومختبرات متنقلة، إضافة إلى مستلزمات الوقاية وجرعات من لقاح Ervebo. كما أعلنت السلطات الصحية عن توفير 2000 جرعة من اللقاح للاستخدام الفوري بين المخالطين والأطقم الطبية.

وقال الدكتور محمد جنابي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة في إفريقيا: «نواجه الوضع بحزم للسيطرة على الوباء وحماية المجتمعات قبل أن يتسع نطاقه».

جمهورية الكونغو الديمقراطية ليست غريبة عن هذه الأزمات، فقد شهدت منذ اكتشاف الفيروس أول مرة 16 موجة كبرى، أبرزها تلك التي ضربت البلاد بين عامي 2018 و2020 وأودت بحياة أكثر من 2200 شخص.

ويشير خبراء الأوبئة إلى أن التفشي الحالي يرجح أن يكون نتيجة انتقال جديد من الحيوانات إلى البشر في الغابات الاستوائية، وليس ناجماً عن فيروسات خامدة لدى الناجين السابقين.

هذا الوباء الجديد يضع العالم أمام اختبار متجدد في مواجهة الأمراض الوبائية، ويعيد التأكيد على أن سرعة الاستجابة، والتعاون الدولي، وتوفير أدوات الوقاية والعلاج، هي العوامل الحاسمة لتجنب تكرار كوارث الماضي.
مريم عزون

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد