البوتاسيوم في مواجهة ضغط الدم

في زمن تتزايد فيه أمراض القلب وارتفاع ضغط الدم بشكل مقلق، تأتي دراسة علمية جديدة لتعيد ترتيب المفاهيم حول النظام الغذائي وتأثيره على صحتنا، وتكشف عن دور حاسم لعنصر غذائي كثيرًا ما نغفله: البوتاسيوم.

لطالما عرفنا أن الملح (الصوديوم) هو أحد أبرز المسببات لارتفاع ضغط الدم، لكن هذه الدراسة التي نُشرت مؤخرًا في مجلة علمية أمريكية، تقول لنا إن القصة أكثر تعقيدًا مما نظن. الباحثتان اللتان أشرفتا على الدراسة استخدمتا تقنيات محاكاة رقمية متقدمة لدراسة كيف يؤثر تناول الصوديوم والبوتاسيوم على الجسم، وخصوصًا على ضغط الدم، ووجدتا أن هناك فرقًا واضحًا بين النساء والرجال في طريقة استجابة أجسامهم لهذه العناصر.

النتائج كانت مفاجئة: النساء أكثر مقاومة لتأثير الصوديوم في رفع ضغط الدم من الرجال. هذا لا يعني أن النساء في مأمن، لكن أجسامهن تتعامل بشكل مختلف مع هذه العناصر، ويرجع ذلك إلى اختلافات بيولوجية في طريقة عمل الكلى والهرمونات المنظمة للسوائل.

الأهم من ذلك، أن الدراسة أظهرت أن زيادة تناول البوتاسيوم يمكن أن يقلل من ضغط الدم، حتى لو كان استهلاك الصوديوم مرتفعًا. بمعنى آخر، ليس المطلوب فقط تقليل الملح، بل من الضروري زيادة الأطعمة الغنية بالبوتاسيوم، مثل الموز، البطاطا، السبانخ، والفاصولياء.

هذا الاكتشاف يوجه رسالة واضحة: الوقاية من ضغط الدم ليست فقط في الابتعاد عن الموالح، بل في خلق توازن غذائي يحترم حاجات الجسم، ويأخذ بعين الاعتبار الاختلافات بين النساء والرجال.

في وقت تتزايد فيه الأمراض المزمنة، وتغيب الأنظمة الغذائية الصحية عن كثير من البيوت، ربما حان الوقت لإعادة النظر في ما نضعه في أطباقنا، لا فقط لتقليل المرض، بل لمنح أجسامنا فرصة أفضل للعيش بصحة وهدوء… وبدون ضغط

فاطمة الزهراء عاشور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد