دراسة جديدة: التغذية غير الصحية قد تزيد من خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر

كشفت دراسة حديثة أن اتباع نظام غذائي غير صحي قد يؤدي إلى زيادة كبيرة في خطر الإصابة بالخرف ومرض الزهايمر. ووفقًا للباحثين، فإن الالتهابات الناجمة عن بعض الأطعمة قد تلعب دورًا رئيسيًا في هذه الأمراض، فيما يمكن لنظام غذائي مضاد للالتهابات أن يحد من هذا الخطر.

اعتمدت الدراسة على تحليل العادات الغذائية لـ 1,487 مشاركًا، حيث تم تقييم وجباتهم باستخدام مؤشر الالتهابات الغذائية (DII). وأظهرت النتائج أن النظام الغذائي الغني بالأطعمة الالتهابية يزيد من احتمالية الإصابة بالخرف وألزهايمر.

ويشير مؤشر DII إلى مدى تأثير النظام الغذائي على الالتهابات في الجسم. فالأطعمة التي تزيد من الالتهابات تشمل:
• الدهون المشبعة (مثل الموجودة في اللحوم الحمراء، وخاصة لحم الخنزير).
• السكر.
• الأطعمة المصنعة (بسبب محتواها العالي من السعرات الحرارية والمواد المضافة).

في المقابل، تلعب الأطعمة المضادة للالتهابات دورًا في حماية الدماغ، مثل:
• الأحماض الدهنية أوميغا-3.
• الفيتامينات C وE.
• الألياف الغذائية.

وبالتالي، فإن اتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات والدهون الصحية قد يساهم في الحد من الالتهابات وتقليل خطر الإصابة بالخرف.

استندت هذه الدراسة إلى بيانات “Framingham Heart Study”، وهي دراسة طويلة الأمد أجريت في الولايات المتحدة. وتمت متابعة المشاركين لمدة تجاوزت 22 عامًا، حيث أصيب خلالها 246 شخصًا بالخرف، من بينهم 187 حالة من مرض ألزهايمر.

وخلص الباحثون إلى أن الأشخاص الذين لديهم مستويات عالية من مؤشر DII كانوا أكثر عرضة للإصابة بالخرف بنسبة 21% مقارنةً بغيرهم. كما أظهرت النتائج أن التأثير ظل قائمًا حتى بعد أخذ عوامل مثل العمر والجنس ونمط الحياة في الاعتبار.

الأمر اللافت أن الأشخاص الذين التزموا بنظام غذائي التهابي لسنوات كانوا أكثر عرضة لمشكلات إدراكية قبل ظهور الخرف، مما يشير إلى أن الالتهابات قد تبدأ في التأثير على الدماغ قبل سنوات من ظهور الأعراض.

أظهرت دراسات سابقة أن الأنظمة الغذائية مثل حمية البحر الأبيض المتوسط وحمية MIND قد تساعد في تقليل خطر الخرف. وتعتمد هذه الأنظمة على تناول كميات كبيرة من الفواكه والخضروات والمكسرات والحبوب الكاملة والدهون الصحية.

ويعتقد الباحثون أن اتباع نظام غذائي مضاد للالتهابات يمكن أن يبطئ تدهور وظائف الدماغ، كما تشير بعض الدراسات إلى أن الالتزام بنظام غذائي صحي على مدى سنوات طويلة لا يقلل فقط من خطر الخرف، بل يحسن أيضًا الأداء الإدراكي بشكل عام.

يمكن للالتهابات المزمنة أن تتسبب في تلف الحاجز الدموي الدماغي، مما يسمح للبروتينات الضارة بالدخول إلى الدماغ. وتعتبر السيتوكينات الالتهابية، مثل الإنترلوكين-6 وعامل نخر الورم ألفا، من بين العوامل التي تسرّع تطور مرض ألزهايمر.

كما تؤدي الأنظمة الغذائية الالتهابية إلى زيادة تراكم لويحات بيتا أميلويد في الدماغ، والتي تعد إحدى السمات الرئيسية لمرض ألزهايمر. لكن تناول الدهون الصحية ومضادات الأكسدة قد يساعد في الحد من هذه العملية.

يدعو الباحثون إلى ضرورة مراعاة مؤشر DII عند تقديم التوصيات الغذائية، وذلك من خلال التركيز على الأطعمة المضادة للالتهابات والتقليل من الأطعمة المصنعة والمحفزة للالتهابات.

ويؤكد الخبراء أن منتصف العمر هو الوقت الأمثل لتعديل النظام الغذائي، حيث لا تظهر آثار التغذية الصحية على الدماغ بشكل فوري، بل بعد سنوات من الالتزام بها. لذا، فإن اتباع استراتيجيات غذائية مدروسة قد يكون عاملاً حاسمًا في الوقاية من الأمراض العصبية التنكسية.

تؤكد هذه النتائج أن التغذية السليمة ليست مجرد مسألة صحة عامة، بل تلعب دورًا جوهريًا في الحفاظ على وظائف الدماغ حتى في مراحل الشيخوخة المتقدمة.

فاطمة الزهراء عاشور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد