الزائدة الدودية الحادة عند الأطفال: تشخيص دقيق وعلاج سريع ضرورة قصوى

في حلقة جديدة من برنامج “صحتك بين يديك”، استضافت الإعلامية سميرة فايدي البروفيسورة دانيا بوقرموع، رئيسة مصلحة الجراحة للأطفال بمستشفى مصطفى باشا الجامعي. الحلقة خصصت لمناقشة موضوع الزائدة الدودية الحادة، وهي حالة مرضية شائعة بين الأطفال والشباب.

افتتحت البروفيسورة بوقرموع حديثها بتعريف الزائدة الدودية قائلة: “الزائدة الدودية هي امتداد صغير في بداية الأمعاء الغليظة. انسدادها، الذي يكون غالباً نتيجة تراكم بقايا البراز، يؤدي إلى التهاب حاد يتطلب تدخلاً سريعاً.”

وأضافت أن هذه الحالة تُعد من الأسباب المتكررة للاستشارة الطبية، خاصة عند الأطفال. وأوضحت: “يشعر الطفل بآلام في الجهة اليمنى السفلى من البطن، ترافقها حمى خفيفة تتراوح بين 38 و38.5 درجة مئوية، بالإضافة إلى فقدان الشهية وشعور بالضعف العام. في مثل هذه الحالات، من الضروري استشارة طبيب دون تأخير.”

التشخيص: بين الفحص السريري والفحوصات الطبية

أشارت البروفيسورة بوقرموع إلى أن التشخيص يمكن أن يكون بسيطاً إذا كان الجراح ذو خبرة. “في العيادة، قد يكون الفحص السريري كافياً. أما في المستشفى، فيتم اللجوء إلى الفحوصات البيولوجية والتصوير بالأشعة فوق الصوتية. إذا أظهرت القياسات أن الزائدة يزيد قطرها عن 6 ملم، فهذا يشير إلى وجود التهاب.”

كما أوضحت أن هناك أشكالاً مختلفة من الزائدة الدودية الحادة. “في بعض الحالات، تكون الزائدة ملتهبة فقط، بينما في حالات أخرى، قد يحدث ثقب يؤدي إلى التهاب في الغشاء البريتوني، وهو حالة تستدعي تدخلاً جراحياً فورياً.”

خيارات العلاج: بين الجراحة والعلاج بالمضادات الحيوية

وعن طرق العلاج، أكدت البروفيسورة أن الجراحة هي الخيار الأساسي. “هناك طريقتان لإزالة الزائدة: الجراحة التقليدية عبر شق صغير في البطن، أو باستخدام المنظار، وهي تقنية مفضلة للأطفال. إذا كانت الحالة بسيطة، فإن العملية تستغرق بين 30 و45 دقيقة، لكنها قد تمتد في حال وجود تعقيدات.”

أما بالنسبة للأطفال الذين لا يمكن إخضاعهم للجراحة بسبب مخاطر التخدير، أوضحت أن بعض الحالات الخفيفة يمكن علاجها بالمضادات الحيوية فقط، لكنها تظل حالات استثنائية.

الوقاية: التغذية السليمة والنشاط البدني

وفيما يتعلق بالوقاية، حذرت البروفيسورة بوقرموع من بعض العادات الغذائية. “البذور التي تباع في الأسواق، رغم أنها لا تسبب دائماً الزائدة الدودية، قد تسد فتحة الزائدة مسببة انسداداً خطيراً. لذا، يُنصح بالاعتماد على نظام غذائي صحي وتشجيع الأطفال على ممارسة النشاط البدني بانتظام.”

رسالة إلى الأهل

اختتمت البروفيسورة بوقرموع حديثها برسالة موجهة إلى أولياء الأمور: “إذا اشتكى طفلكم من آلام في البطن، لا تستهينوا بهذه الأعراض. استشيروا الطبيب فوراً لتجنب المضاعفات التي قد تكون خطيرة.”

هذه الحلقة سلطت الضوء على أهمية التشخيص المبكر للزائدة الدودية الحادة، وشددت على ضرورة الوعي بخطورتها لضمان تقديم العلاج المناسب في الوقت المناسب.
مالك سعدو

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد