التمرين المنتظم: ليس فقط لتقليل دهون البطن بل لتعزيز تخزين صحي للدهون

أكد باحثون من جامعة ميشيغان أن التمارين الرياضية المنتظمة لا تساهم فقط في تقليل دهون البطن، بل تساعد أيضًا في تحسين الطريقة التي يخزن بها الجسم الدهون بشكل أكثر صحة.

تُعتبر تراكمات الدهون في منطقة البطن مشكلة جمالية تؤرق الكثيرين، ولكنها تشكل أيضًا خطرًا صحيًا كبيرًا. فإلى جانب تسببها في حدوث التهابات، يمكن أن تؤدي الدهون الزائدة في البطن إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض مثل السكري، وتصلب الشرايين، وحتى السرطان. إلا أن دراسة حديثة كشفت أن النشاط البدني المنتظم لا يقتصر دوره على تقليل الدهون البطنية فحسب، بل يُحسّن أيضًا كيفية تخزين الجسم للدهون بطريقة أكثر صحة.

قام علماء من جامعة ميشيغان بدراسة تأثيرات التمارين الرياضية على الأنسجة الدهنية لدى الأشخاص الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة على المدى الطويل. تمت مقارنة مجموعتين من البالغين: الأولى تتكون من أفراد يمارسون التمارين الرياضية بانتظام، والأخرى من أفراد لا يمارسون الرياضة. أظهرت النتائج أن المجموعة الأولى تمكنت من تخزين الدهون بشكل أكثر صحة مقارنة بالمجموعة الثانية.

من الجدير بالذكر أن هناك أنواعًا مختلفة من الدهون البطنية. ركزت الدراسة على الأنسجة الدهنية تحت الجلد (المعروفة بالدهون تحت الجلد)، وهي تلك الدهون الموجودة مباشرة تحت الجلد والتي تساهم في حماية الجسم من البرد وتخزين الطاقة. من جهة أخرى، تتجمع الدهون الحشوية حول الأعضاء الداخلية لحمايتها، وهي الأكثر خطورة لأنها تؤثر بشكل كبير على التمثيل الغذائي والهرمونات.

كشفت الدراسة أن التمرين المنتظم يزيد من القدرة على تخزين الدهون تحت الجلد، مما يقلل من خطر تراكم الدهون الحشوية الضارة.

رغم أن الدراسة شملت عددًا محدودًا من المشاركين، إذ تم مقارنة 16 شخصًا يمارسون التمارين الرياضية بانتظام مع 16 آخرين لا يمارسونها، إلا أن النتائج كانت ملحوظة. تم جمع عينات من الأنسجة الدهنية تحت الجلد من المشاركين وتم فحصها في المختبر، حيث أظهرت الفحوصات وجود اختلافات في وظائف الأنسجة الدهنية بين المجموعتين.

لاحظ الباحثون أن الأنسجة الدهنية لدى الرياضيين تحتوي على المزيد من الأوعية الدموية والميتوكوندريا (التي تعتبر “محطات الطاقة” في الخلايا والمسؤولة عن توليد الطاقة)، بالإضافة إلى زيادة في البروتينات. هذه التغييرات تدل على تخزين أكثر صحة للدهون.

مع ذلك، تُعد الدراسة محدودة بعض الشيء نظرًا لصغر حجم العينة، مما يستدعي إجراء المزيد من الأبحاث لتأكيد النتائج.

تشير هذه الدراسة إلى أهمية التمارين الرياضية المنتظمة كعامل أساسي للحفاظ على الصحة العامة، بغض النظر عن العمر أو الجنس أو الوزن. فالتمارين لا تساهم فقط في حرق السعرات الحرارية، بل تغير أيضًا تكوين ووظيفة الأنسجة الدهنية بطرق تعزز من تخزين الدهون بشكل أقل خطورة.

وفي الختام، يرى العلماء ضرورة إجراء دراسات مستقبلية لفهم تأثير هذه التغيرات على الجهاز القلبي الوعائي والتمثيل الغذائي بشكل أكثر تفصيلًا، وكذلك استكشاف ما إذا كانت بعض أنواع التمارين أو شدتها قد تحقق نتائج أفضل في تحسين طريقة تخزين الدهون.

فاطمة الزهراء عاشور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد