المشي اليومي… وصفة بسيطة لإنعاش الدماغ وتأخير الشيخوخة العقلية
كشفت دراسة علمية جديدة أن النشاط البدني اليومي—even وإن كان خفيفاً مثل المشي أو القيام بالأعمال المنزلية—يمكن أن ينعكس بشكل فوري على أداء الدماغ، ليمنحه حيوية تعادل استرجاع أربع سنوات من القدرات المعرفية المفقودة مع التقدّم في العمر.
الدراسة، التي أنجزها فريق من الباحثين الأميركيين ونُشرت في مجلة Annals of Behavioral Medicine، تابعت مجموعة من البالغين في منتصف العمر على مدى تسعة أيام. طُلب من المشاركين تسجيل مستوى نشاطهم البدني يومياً، فيما خضعوا لعدة اختبارات عبر الهواتف الذكية لقياس سرعة المعالجة الذهنية والذاكرة العاملة.
أظهرت النتائج أن الأشخاص الذين مارسوا نشاطاً بدنياً قبل الاختبارات بثلاث ساعات تقريباً سجّلوا أداءً أفضل في سرعة التفكير والاستجابة، بما يعادل “تأخيراً مؤقتاً” في الشيخوخة العقلية يقارب أربع سنوات. اللافت أن الفائدة لم تقتصر على الرياضات القوية، بل شملت حتى الأنشطة الخفيفة مثل المشي أو صعود الدرج.
أما بالنسبة للذاكرة، فلم يكن هناك تحسن واضح في الدقة، لكن سرعة الاستجابة ارتبطت بوضوح بالنشاط البدني. كما تبين أن الذين يحافظون على وتيرة نشاط منتظمة يستفيدون أكثر من هذه “الجرعات الفورية” لتنشيط الدماغ.
تؤكد هذه الدراسة أن الحركة اليومية ليست مجرد وسيلة للحفاظ على صحة القلب والعضلات، بل هي أيضاً محفز أساسي لصحة الدماغ. وهي تبرز فكرة بسيطة لكنها مهمة: لا يلزم أن تكون رياضياً محترفاً لتحافظ على قدراتك الذهنية، فبضع خطوات إضافية يومياً قد تُحدث فارقاً ملحوظاً.
ينصح الباحثون كل من يواجه مهمة ذهنية صعبة أو يحتاج إلى تركيز عالٍ أن يدمج الحركة في روتينه اليومي قبل ساعات قليلة: نزهة قصيرة، بعض الأعمال المنزلية، أو حتى صعود الدرج بدل المصعد. فالدماغ، مثل الجسد، يحتاج إلى أن يتحرك كي يبقى يقظاً وفعّالاً.
فاطمة الزهراء عاشور