شرب القهوة على معدة فارغة: عادة يومية قد تهدد الصحة
يعد شرب القهوة جزءًا أساسيًا من الروتين الصباحي لملايين الأشخاص حول العالم، لكن دراسة حديثة كشفت أن تناولها على معدة فارغة قد يكون له تأثيرات غير متوقعة على الصحة، خصوصًا فيما يتعلق باستقلاب السكر في الجسم.
وفقًا لبحث أجراه مركز التغذية والتمارين والتمثيل الغذائي بجامعة باث في المملكة المتحدة، فإن شرب القهوة قبل تناول الطعام قد يؤدي إلى اضطراب تحمل الجلوكوز وتقليل حساسية الأنسولين، مما يزيد من خطر الإصابة بمقدمات السكري. شملت الدراسة 29 شخصًا بالغًا يتمتعون بصحة جيدة، وركزت على تأثير القهوة بعد ليلة من النوم المتقطع.
وأظهرت النتائج أن عدم الحصول على قسط كافٍ من النوم لم يؤثر بشكل كبير على حساسية الأنسولين، ولكن تناول القهوة على معدة فارغة تسبب في ارتفاع ملحوظ في مستويات السكر في الدم، مما يشير إلى أن هذه العادة قد تعيق قدرة الجسم على معالجة السكر بكفاءة.
حدد الباحثون عدة آليات قد تفسر التأثير السلبي لشرب القهوة في الصباح دون تناول الطعام، من بينها:
• تأثير الكافيين على الأنسولين: تعمل الكافيين كمثبط لمستقبلات الأدينوزين، مما قد يعيق امتصاص الجسم للجلوكوز.
• تحفيز إفراز الأدرينالين: يؤدي إلى تقليل فعالية الأنسولين، مما يجعل العضلات أقل قدرة على امتصاص السكر من الدم.
• الالتهابات الخفيفة: قد تؤدي المستويات العالية من الكافيين إلى زيادة مؤقتة في الالتهابات، مما يؤثر على عمليات التمثيل الغذائي.
نتيجة لذلك، يحذر الباحثون من أن شرب القهوة على الريق يمكن أن يزيد من مقاومة الأنسولين بمرور الوقت، وهو ما قد يؤدي إلى مشاكل صحية طويلة الأمد، خاصة لمن لديهم عوامل خطر للإصابة بالسكري.
على الرغم من هذه النتائج، لا تزال القهوة تتمتع بفوائد صحية مثبتة. وفقًا لدراسات أجرتها Mayo Clinic، هناك علاقة محتملة بين شرب القهوة وانخفاض معدل الوفيات، مما يشير إلى أن تناولها باعتدال قد يكون له تأثير إيجابي على الصحة العامة.
ومع ذلك، فإن هذه الفوائد تعتمد بشكل كبير على طريقة تناول القهوة وكميتها. على سبيل المثال، القهوة المغلية غير المصفاة قد ترفع مستويات الكوليسترول، في حين أن الاستهلاك المفرط للكافيين يمكن أن يسبب ارتفاعًا مؤقتًا في ضغط الدم، وهو ما قد يكون مقلقًا للأشخاص الذين يعانون من مشاكل قلبية.
لتقليل التأثيرات السلبية المحتملة لشرب القهوة، يوصي الخبراء بـ:
• تناول وجبة خفيفة قبل شرب القهوة لتقليل تأثيرها على مستويات السكر في الدم.
• التحكم في كمية الكافيين وعدم تجاوز الحد الموصى به يوميًا، خاصة لمن يعانون من مشاكل صحية.
• اختيار طرق التحضير الصحية مثل استخدام القهوة المفلترة بدلاً من القهوة المغلية غير المصفاة.
• استشارة الطبيب في حال وجود مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم أو السكري، لتحديد ما إذا كان استهلاك القهوة مناسبًا.
تشير هذه الدراسة إلى أن طريقة شرب القهوة قد تكون بنفس أهمية الكمية المستهلكة، وأن إدخال تعديلات بسيطة على العادات اليومية يمكن أن يساعد في تحقيق أقصى فائدة منها دون تعريض الصحة للخطر.
فاطمة الزهراء عاشور