دراسة تكشف تأثير الولادة المبكرة على نشاط الدماغ لدى الرضع
توصل باحثون من جامعة مدريد التقنية (UPM) بالتعاون مع فريق دولي إلى تحديد حالات من تنشيط الدماغ تعمل بشكل مختلف لدى الأطفال الخُدّج، مما قد يؤثر على تطورهم المستقبلي ويساعد في التنبؤ بظهور اضطرابات مرضية لاحقًا.
يؤكد الباحثون أن تنشيط الدماغ ديناميكي بطبيعته، إذ يتغير بسرعة عند التعرض لمحفز أو خطر معين، وهذه التغيرات تكون واضحة أيضًا لدى الرضع. إلا أن الدراسة أظهرت أن هذا النشاط الدماغي يعمل بشكل مختلف عند الأطفال المولودين قبل أوانهم، مقارنة بالرضع الذين أكملوا فترة الحمل الطبيعية.
اعتمد الفريق البحثي على صور التصوير بالرنين المغناطيسي لأدمغة حديثي الولادة بدقة غير مسبوقة، مما مكّنهم من مقارنة تطور الدماغ بين الأطفال الذين أمضوا أسابيعهم الأخيرة داخل الرحم وأولئك الذين ولدوا مبكرًا. وأظهرت النتائج أن الأطفال الخُدّج يقضون وقتًا أطول في حالات دماغية مرتبطة بالفصين الجبهي والقذالي، مقارنة بالرضع المولودين في موعدهم.
وجدت الدراسة أن ديناميكيات نشاط الدماغ عند الولادة مرتبطة بنتائج مختلفة خلال مرحلة الطفولة المبكرة، مما قد يساعد على التشخيص المبكر للاضطرابات العصبية مثل الفصام، واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه، والتوحد.
يرى الباحثون أن هذه النتائج تمثل خطوة مهمة نحو فهم تأثير الولادة المبكرة على الدماغ، مما قد يفتح آفاقًا جديدة في تشخيص وعلاج اضطرابات النمو العصبي منذ المراحل الأولى من الحياة.
فاطمة الزهراء عاشور