سرطان المريء: مرض صامت بأعراض متأخرة
يُعتبر سرطان المريء من الأمراض السرطانية التي غالبًا ما تظل صامتة خلال المراحل الأولى من تطورها. وفقًا للمتخصصين، تظهر الأعراض عادة عندما تكون الحالة قد وصلت إلى مرحلة متقدمة، مما يجعل التشخيص المبكر تحديًا كبيرًا. ويُضاف إلى ذلك أن الأعراض المبكرة، عند ظهورها، قد تتشابه مع أعراض أمراض أخرى أقل خطورة، مما قد يؤدي إلى تجاهلها من قِبل المرضى.
على الصعيد العالمي، يحتل سرطان المريء المرتبة الثامنة بين أكثر الأورام السرطانية تشخيصًا، وفقًا لتقارير علمية حديثة. ويشير الباحثون إلى أن الفئة العمرية الأكثر عرضة للإصابة تتراوح بين 55 و70 عامًا، مع ندرة الحالات بين الأفراد الذين تقل أعمارهم عن 40 عامًا.
رغم أن المرض قد يظل غير ظاهر لفترة طويلة، فإن بعض الأعراض التي ينبغي الانتباه إليها تشمل:
• عسر البلع: صعوبة في البلع أو الشعور بأن الطعام عالق في الحلق أو الصدر، ويبدأ عادة مع الأطعمة الصلبة ثم يمتد ليشمل السوائل مع تقدم المرض.
• فقدان الوزن: وهو أحد الأعراض الشائعة المرتبطة بهذا النوع من السرطان.
• ألم في الصدر: قد يظهر كألم خلف عظمة القص.
• صعوبات في التنفس: تشمل السعال المزمن والعدوى المتكررة في الجهاز التنفسي.
• أعراض إضافية: مثل النزيف، وبحة الصوت (عسر الصوت)، أو الحازوقة المستمرة.
يؤكد الأطباء أن معظم حالات سرطان المريء يتم تشخيصها عن طريق الصدفة أثناء فحص مشكلات صحية أخرى. ويُشير المختصون إلى أن هذه الأعراض غير محددة وقد تكون مرتبطة بأمراض أخرى أكثر شيوعًا، مثل ارتجاع المريء، وهو حالة حميدة غالبًا. ولكن في حال كان السبب وراء هذه الأعراض هو ورم، فإن التشخيص يتم عادة في مرحلة متأخرة بعد أن يكون الورم قد أصبح كبيرًا.
أنواع السرطان وعوامل الخطر
يصنف سرطان المريء إلى نوعين رئيسيين بناءً على نوع الخلايا المصابة:
1. السرطان الغدي (Adenocarcinoma): ويُرتبط بزيادة حالات ارتجاع المريء والسمنة.
2. سرطان الخلايا الحرشفية (Squamous Cell Carcinoma): يُعزى إلى عوامل مثل التدخين واستهلاك الكحول.
ويُجمع الخبراء على أن العادات التي تُسبب تهيج المريء، مثل التدخين، استهلاك الكحول، السمنة، شرب السوائل شديدة السخونة، أو اتباع نظام غذائي غير صحي، تُعد من أبرز عوامل الخطر التي ترفع احتمال الإصابة بسرطان المريء.
يشير العلماء إلى زيادة ملحوظة في حالات السرطان الغدي بالتوازي مع ارتفاع معدلات السمنة، حيث يرتبط الوزن الزائد بزيادة احتمالية الإصابة بارتجاع المريء، مما يزيد من خطر تطور المرض.
يشدد الخبراء على أهمية الفحص الدوري للأفراد الذين لديهم عوامل خطر معروفة، بالإضافة إلى تبني نمط حياة صحي يشمل الامتناع عن التدخين، تقليل استهلاك الكحول، والحفاظ على وزن مثالي. ومع استمرار الأبحاث العلمية، يبقى الهدف هو تعزيز الوعي المجتمعي وتحسين فرص التشخيص المبكر لرفع معدلات البقاء على قيد الحياة.
مريم عزون