أزمة صحية نادرة: كيف تسبب دواء علاج الصلع في إصابة أطفال بمتلازمة “الذئب البشري”؟

تعاني البشرية من العديد من الأمراض النادرة التي تُثير الدهشة والقلق في آنٍ واحد، ومن بين هذه الأمراض تأتي “فرط الشعر”، المعروف أيضًا باسم متلازمة “الذئب البشري”. يتميز هذا المرض بنمو مفرط للشعر في جميع أنحاء الجسم، بما في ذلك أماكن لا يظهر فيها الشعر عادة، باستثناء راحتي اليدين وأخمص القدمين.

رغم أن المرض لا يهدد حياة المصابين به، إلا أنه يشكل تحديًا نفسيًا كبيرًا، حيث يعاني المرضى من مشاكل في جودة الحياة، مثل القلق والاكتئاب. ولكن المثير للجدل في الأيام الأخيرة هو أن دواءً يُستخدم لعلاج الصلع تسبب في إصابة 11 رضيعًا بفرط الشعر، وفقًا لتحقيق أجرته هيئة مراقبة الأدوية في إسبانيا.

القصة بدأت مع رضيع في أبريل 2023

رُصدت أول حالة في منطقة نافارا الإسبانية، حيث أصيب رضيع بنمو غير طبيعي للشعر على ظهره وساقيه خلال شهرين. وبعد تحقيق مفصل، تبين أن والد الطفل كان يستخدم دواء لعلاج تساقط الشعر، ما أدى إلى تعرض الطفل لهذا التأثير الجانبي بشكل غير مباشر.

على إثر ذلك، أصدرت وكالة الأدوية الأوروبية تحذيرًا في يونيو 2024، طالبت فيه بإضافة تنبيه رسمي في النشرة الطبية لهذا الدواء يشير إلى احتمالية إصابة الأطفال بفرط الشعر بسبب التعرض غير المقصود لهذا المنتج.

أنواع فرط الشعر وأسبابه

ينقسم فرط الشعر إلى أنواع مختلفة، منها:
• فرط الشعر الزغبي: يتميز بنمو شعر ناعم على كامل الجسم، وغالبًا ما يكون سببه وراثيًا.
• فرط الشعر الخلقي: يتمثل في نمو شعر كثيف على الوجه والجذع والأطراف.
• فرط الشعر الدوائي: يحدث بسبب استخدام أدوية معينة مثل “مينوكسيديل”، ويختفي عادة عند التوقف عن تناول الدواء.

خيارات العلاج

يعتمد علاج فرط الشعر على السبب الكامن وراءه. في الحالات الناتجة عن الأدوية، يتم إيقاف الدواء أو تغييره. أما إذا كان السبب وراثيًا، فيكون التركيز على العلاجات التجميلية مثل إزالة الشعر بالليزر أو استخدام كريمات خاصة لتقليل نمو الشعر.

التمييز بين فرط الشعر والشعرانية

غالبًا ما يُخلط بين فرط الشعر والشعرانية. الأول هو نمو غير طبيعي للشعر في مناطق لا تتأثر بالهرمونات، ويصيب جميع الفئات دون تمييز. أما الشعرانية فهي نمو الشعر في مناطق يعتمد نموه على الهرمونات الذكرية، وتظهر غالبًا لدى النساء نتيجة اضطرابات هرمونية مثل متلازمة تكيس المبايض.

يبقى هذا الموضوع تذكيرًا بأهمية التوعية بالاستخدام السليم للأدوية، خصوصًا تلك التي قد تكون لها تأثيرات غير متوقعة، وضرورة اتخاذ التدابير الوقائية لحماية الفئات الأكثر عرضة للخطر.
فاطمة الزهراء عاشور

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد