موضوع السرطان الجلدي في برنامج “صحتك بين يديك”: أهمية الوقاية والكشف المبكر

بقلم مالك سعدو

في إطار البرنامج الطبي “صحتك بين يديك” الذي يبثه موقع الصحة esseha.dz، تناولت البروفسور سميرة زوبيري، رئيسة قسم الأمراض الجلدية في المركز الاستشفائي الجامعي مصطفى باشا، موضوعًا حساسًا يتعلق بسرطان الجلد. وقد شددت البروفسور زوبيري على أهمية التشخيص المبكر لتحسين فرص علاج هذا المرض الذي ينتج عن تكاثر غير طبيعي للخلايا الجلدية، لا سيما الخلايا الصبغية المعروفة بالميلانوسيت المسؤولة عن تلوين الجلد.

أوضحت البروفسور زوبيري أن سرطان الجلد يشكل ما يقارب ثلث حالات السرطان، وينقسم إلى عدة أنواع تختلف من حيث درجة الخطورة وسرعة الانتشار. من بين أكثر الأنواع شيوعاً، هناك “سرطان الخلايا القاعدية” الذي يتميز بنموه المحدود وقلة احتمالية انتشاره إلى أجزاء أخرى من الجسم، و”سرطان الخلايا الحرشفية” الذي يُعدّ أكثر شراسةً ويميل إلى الانتشار محليًا، وأخيراً “الميلانوما” وهو الأكثر خطورة بسبب قدرته على الانتقال بسرعة إلى الأعضاء الداخلية. هذه التفرقة في أنواع السرطان ضرورية لأن كل نوع يتطلب استراتيجيات مختلفة من حيث التشخيص والعلاج.

أكدت البروفسور زوبيري أن الوعي بالإشارات التحذيرية للسرطان الجلدي يلعب دورًا كبيرًا في الكشف المبكر. تشمل هذه الإشارات الجروح التي لا تلتئم، البقع البنية الجديدة، أو الآفات التي تغير لونها أو حجمها. وأشارت إلى أن استشارة طبيب الجلد عند ملاحظة أي تغييرات غير معتادة، خاصة إذا استمرت الآفة لأكثر من بضعة أسابيع، يمكن أن يساهم في تحسين فرص العلاج بشكل كبير.

كما أشارت البروفسور زوبيري إلى أن هناك فئات معينة تكون أكثر عرضة للإصابة بسرطان الجلد، مثل الأفراد الذين يتعرضون لأشعة الشمس بشكل مباشر ومكثف، وأصحاب البشرة الفاتحة، والشعر الفاتح أو الأحمر، والعيون الفاتحة. كما يتعرض العاملون في الهواء الطلق، مثل الفلاحين، لخطر أكبر، بالإضافة إلى الأشخاص ذوي المناعة المنخفضة أو الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة بسرطان الجلد. كما أن التعرض لحروق الشمس بشكل متكرر خلال الطفولة أو فترة المراهقة يزيد من احتمال الإصابة، حيث تتراكم أضرار الأشعة فوق البنفسجية على مدار السنوات.

وفي إطار الوقاية، أوصت البروفسور زوبيري بضرورة اتباع إجراءات بسيطة لكنها فعالة للحد من مخاطر الإصابة بسرطان الجلد. منها ارتداء الملابس التي تغطي الجلد، استخدام القبعات الواسعة، تجنب التعرض لأشعة الشمس المباشرة خلال ساعات الذروة بين الساعة 12 و 16، وتطبيق واقي الشمس بشكل منتظم ومتكرر. كما دعت إلى ضرورة فحص الجلد بانتظام أمام المرآة لرصد أي تغييرات مشبوهة، وإجراء فحص سنوي لدى طبيب الجلد كخطوة وقائية تعزز من فرص الكشف المبكر.

وأشارت البروفسور زوبيري إلى أن العلاج الرئيسي لسرطان الجلد عند التشخيص المبكر يعتمد في الغالب على الجراحة، حيث يمكن استئصال الورم بالكامل بحد أدنى من التدخل. ولكن كلما تأخر التشخيص وكبر حجم الورم، أصبحت العملية أكثر تعقيداً، خاصة في المناطق الحساسة مثل الوجه.

واختتمت البروفسور زوبيري حديثها بالتأكيد على أهمية الحيطة والحذر، خاصة في بلد يتميز بأشعة الشمس القوية، مشيرة إلى أن الوقاية الشخصية والرصد المبكر يمثلان أسلحة فعالة ضد سرطان الجلد، مما يعزز من فرص الشفاء بشكل كبير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد