تأثير ضوء الشمس على النشاط البدني: دراسة تكشف الرابط بين التعرض للشمس والاكتئاب الموسمي
في اكتشاف جديد قد يغير فهمنا لاضطرابات المزاج الموسمية، كشفت دراسة حديثة نشرتها مجلة PLOS Mental Healthعن وجود علاقة وثيقة بين التعرض اليومي لأشعة الشمس والنشاط البدني لدى الأفراد، سواء كانوا يعانون من الاكتئاب أو لا. تشير النتائج إلى أن التغيرات في طول النهار وشدة ضوء الشمس تلعب دوراً كبيراً في التأثير على أنماط النشاط البدني والحالات المزاجية الموسمية، مما يفتح المجال أمام ابتكارات جديدة في مجال التشخيص المبكر والعلاج.
أوضحت الدراسة التي اعتمدت على تحليل كمي لبيانات النشاط البدني باستخدام أجهزة تسارع موضوعة على معصم المشاركين، أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات مزاجية مثل الاكتئاب الحاد أو الاضطراب ثنائي القطب يُظهرون نشاطاً بدنياً أقل بكثير مقارنةً بالأشخاص الأصحاء. وقد شملت الدراسة 23 مريضاً من المصابين بهذه الاضطرابات و32 شخصاً سليماً كمجموعة مقارنة، وتم جمع البيانات على مدار أسبوعين.
وقد أشار الباحثون إلى أن الاضطرابات المزاجية الموسمية لا تُدرك بشكل كامل من قبل الأفراد الذين يعانون منها، مما دفعهم إلى اقتراح تطوير أدوات رقمية تساعد الأطباء والمرضى في التعرف على هذه الأنماط وإدارة الأعراض بشكل أفضل. وتُظهر النتائج أن هناك ارتباطًا واضحًا بين النشاط البدني اليومي والتعرض لأشعة الشمس، حيث لاحظ الباحثون علاقة خطية بين مدة النهار وشدة ضوء الشمس والنشاط البدني لدى كلا المجموعتين.
تأتي هذه النتائج في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى تطوير أنظمة “التحذير المبكر” التي تعتمد على بيانات الاستشعار لتشخيص الاضطرابات المزاجية الموسمية وتوفير التدخلات العلاجية في الوقت المناسب. وعلى الرغم من أن الدراسة شملت عدداً محدوداً من المشاركين، إلا أن النتائج تعد واعدة وتفتح آفاقًا جديدة لتطوير حلول علاجية مخصصة للأفراد الذين يعانون من الاكتئاب المرتبط بالتغيرات الموسمية.
في الختام، تؤكد هذه الدراسة على أهمية ضوء الشمس ليس فقط كمصدر طبيعي للطاقة، ولكن أيضًا كعامل مؤثر في الصحة العقلية والنشاط البدني، مما يضع الضوء على ضرورة إدراج التعرض المنتظم للشمس ضمن استراتيجيات العناية بالصحة النفسية، خاصة في الفصول التي يقل فيها ضوء النهار.
فاطمة الزهراء عاشور