الجزائر تشدد المراقبة الوبائية وتحقق نسب تلقيح قياسية: أكثر من 2.4 مليون شخص مُطعَّم خلال عامين
في إطار الجهود الوطنية الرامية إلى تعزيز الوقاية ومكافحة الأمراض المتنقلة، عقد المدير العام للوقاية وترقية الصحة، الدكتور جمال فورار، ندوة صحفية استعرض خلالها الوضعية الوبائية الراهنة والتدابير الوقائية المعتمدة، بحضور مسؤولين وخبراء من المعهد الوطني للصحة العمومية ومعهد باستور الجزائر وعدد من الأخصائيين في الأمراض المعدية.
وأكد الدكتور فورار أن الأمراض المتنقلة لا تزال تمثل تحديًا حقيقيًا للصحة العمومية رغم حالة الاستقرار النسبي المسجلة، مشيرًا إلى استمرار تسجيل حالات متفرقة من الدفتيريا والملاريا في بعض الولايات. وأوضح أن وزارة الصحة اعتمدت استراتيجية وطنية للوقاية، تشارك فيها عدة قطاعات، تقوم على تطوير أنظمة المراقبة والإنذار المبكر، وتكوين فرق ميدانية متخصصة، وتوفير الأدوية واللقاحات وضمان وجود مخزون احتياطي آمن. كما تعتمد المنظومة على شبكة مراقبة وبائية دقيقة يشرف عليها المعهد الوطني للصحة العمومية بالتنسيق مع المديرية العامة للوقاية، من أجل ضمان استجابة سريعة واستباقية أمام أي خطر وبائي محتمل.
وخلال عرضه للحصيلة الوطنية، كشف الدكتور فورار عن نتائج إيجابية لبرنامج التلقيح الوطني، مؤكداً أن نسبة التغطية بالتطعيم ضد شلل الأطفال والدفتيريا بلغت مستويات عالية. فقد تم تلقيح 2.287.901 طفل ضد شلل الأطفال في 19 ولاية من الجنوب خلال الفترة الممتدة من 2023 إلى 2024، ما يعكس نجاح الاستراتيجية الوقائية المتبعة لحماية الأطفال من الأمراض المعدية الخطيرة. كما تم تلقيح 84.370 شخصاً بولاية سكيكدة ضد الدفتيريا، و43.197 شخصاً بولاية عين الدفلى إلى غاية 11 نوفمبر 2025، في إطار حملة وطنية متواصلة بإشراف فرق الطب الوقائي والوبائي عبر مختلف ولايات الوطن.
ومن جهته، أوضح البروفيسور إلياس أخاموخ، رئيس مصلحة الأمراض المعدية بتمنراست، أن الولاية تُعدّ من أكثر المناطق تسجيلاً لحالات الملاريا والدفتيريا، نظراً لموقعها كمنفذ حدودي رئيسي. وأشار إلى أنه رغم عدم تسجيل أي حالة كوليرا إلى حد الآن، فقد تم تفعيل جهاز اليقظة الصحية بالنظر إلى تمركز المرض في بعض الدول المجاورة، كما تم تكوين جميع أطباء الولاية للتعامل مع أي طارئ وبائي محتمل.
وأضاف البروفيسور أخاموخ أن السلطات الصحية في تمنراست وسعت نطاق حملات التلقيح لتشمل المقيمين الأجانب، حيث تم تلقيح 33.000 شخص من جنسيات مختلفة بين عامي 2023 و2025، بهدف حمايتهم وحماية المواطنين على حد سواء.
وفي ختام الندوة، شدّد الدكتور فورار على أن الوقاية تبقى الوسيلة الأنجع للحماية، من خلال التلقيح، والتثقيف الصحي، ومكافحة النواقل، مؤكداً أن الكشف المبكر والاستجابة السريعة يمثلان حجر الأساس في نجاح أي سياسة فعالة لمكافحة الأمراض المتنقلة، خاصة في ظل التحديات الوبائية التي تشهدها المنطقة.
مريم عزون