من الخطر إلى الأمل: ثورة طبية تغيّر نظرتنا لسرطان الجلد
في السنوات الأخيرة، شهد مجال علاج الميلانوما – أحد أخطر أنواع سرطان الجلد – تحولاً جذرياً غيّر تمامًا النظرة الطبية لهذا المرض الذي كان يُعدّ سابقًا حُكمًا بالموت.
وفقًا لمنظمة الصحة العالمية (OMS، 2024)، يتم تسجيل أكثر من 330 ألف حالة جديدة من الميلانوما سنويًا حول العالم، تؤدي إلى أكثر من 58 ألف حالة وفاة. غير أن التطور السريع في العلاجات المناعية والموجهة أحدث نقلة نوعية في معدلات الشفاء، خصوصًا عندما يتم اكتشاف المرض في مراحله المبكرة.
تؤكد بيانات حديثة نشرتها منصة OncoDaily أن الجمع بين العلاج المناعي والأدوية الموجهة رفع معدلات الشفاء في الميلانوما المنتشرة من نسب متدنية لم تتجاوز 10٪ قبل عشر سنوات إلى أكثر من 50٪ في بعض الفئات من المرضى اليوم. ويشير الأطباء إلى أن هذا التحول يُعتبر من أبرز قصص النجاح في تاريخ علاج السرطان.
كما ساهمت تقنيات التشخيص المبكر والذكاء الاصطناعي في تحديد طبيعة الأورام بدقة أعلى، مما ساعد الأطباء على اختيار العلاج الأنسب لكل مريض. فبدلًا من المقاربة “الواحدة للجميع”، أصبحت العلاجات الآن أكثر تخصيصًا وفعالية.
أما التحدي الأكبر، بحسب الخبراء، فيكمن في ضمان الوصول العادل إلى هذه العلاجات المتطورة في الدول النامية، حيث تظل التكلفة والحواجز اللوجستية عائقًا أمام المرضى.
ورغم ذلك، تبقى الرسالة الأساسية واضحة:
اليوم، لم يعد الميلانوما مرادفًا للموت، بل لفرصة جديدة في الحياة — بفضل ثورة طبية أعادت تعريف مفهوم الشفاء من السرطان.
فاطمة الزهراء عاشور