اليوم العالمي للسكري: 20% من المرضى يعانون من مضاعفات على مستوى العين
يوافق اليوم 14 نوفمبر اليوم العالمي للسكري، وهي مناسبة لتسليط الضوء على جانب مهم من هذه المرض: تأثيره على صحة العين. يعد السكري أحد الأسباب الرئيسية للإصابة بمشاكل بصرية خطيرة مثل اعتلال الشبكية السكري، الزرق وحتى العمى. لفهم هذه المخاطر بشكل أفضل وطرق الوقاية منها، التقينا بالدكتور عبد القادر مسعدي، أخصائي في طب العيون، الذي شارك معنا خبرته ونصائحه للحفاظ على صحة العيون لمرضى السكري.
ما هي تأثيرات السكري على صحة العين ولماذا يكون المرضى أكثر عرضة للمشاكل البصرية؟
أوضح الدكتور مسعدي أن السكري يتسبب في انسداد الأوعية الدموية الدقيقة، مما يؤدي إلى نقص التروية في الأنسجة الشبكية ونقص الأكسجين. ويشرح قائلاً: “بسبب النمط الغذائي الغني بالسكريات والدهون، وبفضل قلة الحركة، أصبح مرض السكري يشكل مشكلة صحية عامة. بحسب البيانات الحديثة، ارتفعت نسبة انتشار السكري من 8% في عام 2000 إلى 16% حالياً، ويعاني 20% من مرضى السكري من مضاعفات بصرية يتم اكتشافها عند تشخيص المرض.”
وأضاف: “السكري يؤثر بشكل رئيسي على ثلاثة أعضاء: القلب، الكلى، والعينين. فيما يخص العين، يكون المرضى عرضة للإصابة بالتهابات سطح العين، كما يزداد خطر الإصابة بالمياه البيضاء والزرق واعتلال الشبكية الذي يمكن أن يؤدي إلى فقدان دائم للبصر.”
هل يمكنك شرح مراحل اعتلال الشبكية السكري وكيفية ظهوره لدى المرضى؟
يفسر الدكتور مسعدي أن هناك نوعين رئيسيين من السكري. في النوع الأول، الذي يصيب الأطفال والشباب، يتسبب السكري في انسداد الأوعية الدقيقة ويؤدي إلى تكون أوعية دموية جديدة وضعيفة، مما يزيد من احتمالية النزيف الشبكي. أما النوع الثاني الذي يصيب الكبار، فإنه يتسبب في توسع الأوعية الدقيقة وتسرب السوائل، مما يؤدي إلى تورم الشبكية وخاصة في منطقة البقعة الصفراء، وهي المنطقة المسؤولة عن وضوح الرؤية.
ما هي الأعراض المبكرة لمضاعفات السكري على العين ومتى يجب استشارة طبيب العيون؟
ينصح الدكتور مسعدي بالقيام بفحوصات دورية للعين للكشف المبكر عن المضاعفات، حيث أن معظم الأعراض لا تظهر إلا في مراحل متقدمة. ويقول: “يعتبر الفحص السنوي ضرورياً منذ التشخيص، ويمكن زيادة التكرار إلى نصف سنوي في حال ظهور أي علامات أولية.”
ما هي الخيارات المتاحة للوقاية والعلاج لتقليل خطر فقدان البصر لدى مرضى السكري؟
أشار الدكتور مسعدي إلى أهمية الوقاية كأفضل طريقة لتجنب المضاعفات، حيث يوصي بالحفاظ على مستويات السكر وضغط الدم ضمن الحدود الطبيعية، وممارسة نشاط بدني يومي. ويوضح: “في حال ظهور مضاعفات، يمكن استخدام الليزر لعلاج الشبكية، أو حقن مضادات VEGF، وأحياناً يلزم التدخل الجراحي في الحالات الشديدة. من الضروري إجراء فحوصات دورية للعين والتحكم الجيد في السكري للحد من مخاطر فقدان البصر.”