الدكتور نوردين دجيري، منسق بمصلحة الصحة العمومية بولاية سيدي بلعباس: «التكوين المتخصص في الصحة العمومية ضروري لمواجهة التحديات الصحية في الجزائر»
على هامش المؤتمر الثاني للجمعية الجزائرية لطب الرئة الذي أقيم بفندق الشيراتون، أجرى الدكتور نوردين دجيري، منسق بمصلحة الصحة العمومية بولاية سيدي بلعباس، مقابلة مع جريدة “الصحة”. خلال هذا اللقاء، وضّح أهمية التكوين المستمر للأطباء في مجال الصحة العمومية وتأثيره على مواجهة التحديات الصحية الحالية في الجزائر.
وأوضح الدكتور دجيري بدايةً أن مشاركته في هذا المؤتمر تأتي في إطار التزامه ببرنامج تكويني للحصول على شهادة الدراسات المتخصصة في علم التحسس السريري، الذي يُنظم في كلية الطب بالجزائر العاصمة. وأفاد قائلاً: «نحن هنا لحضور المؤتمر الثاني للجمعية الجزائرية لطب الرئة بدعوة من منسقة تكويننا المتخصص. هذا التكوين الذي تمنحه كلية الطب بالجزائر، يندرج ضمن برنامج أطلقته المديرية المركزية للتكوين بوزارة الصحة العمومية. ويهدف إلى الاستجابة للاحتياجات الصحية الطارئة في بلدنا».
هذا التكوين في مجال علم التحسس وطب الرئة قد لفت الانتباه إلى قضايا صحية رئيسية، من بينها تزايد أمراض الجهاز التنفسي والحساسية، التي ترتبط بشكل كبير بالتغيرات المناخية والتلوث الجوي. وأكد الدكتور دجيري على أهمية هذا التكوين المتخصص لتحسين رعاية المرضى: «هذا التكوين يواجه تحديات صحية مهمة، خاصة في مجال علم التحسس، الذي يشهد ارتفاعاً ملحوظاً في بلدنا. نلاحظ تزايداً في أمراض الحساسية مثل التهاب الأنف التحسسي والربو، التي تتفاقم بفعل العوامل البيئية»، كما أوضح.
ومع وجود حوالي 45 طبيباً عاماً في مجال الصحة العمومية من مختلف ولايات الجزائر، يغطي هذا التكوين مجموعة واسعة من الأمراض التنفسية والتحسسية. وتناول الدكتور دجيري مختلف محاور التكوين قائلاً: «نتطرق إلى عدة جوانب من علم التحسس، بما في ذلك التحسس التنفسي الذي يشمل معالجة التهاب الأنف التحسسي والتهاب الجيوب الأنفية، وكذلك الربو. كما يعد التحسس الغذائي مجالاً مهماً، حيث يهم الأطفال والبالغين على حد سواء. كما ندرس الأمراض الجلدية التحسسية وأشكال أخرى من الحساسية»، وأضاف.
بالإضافة إلى هذه التخصصات، أشار الدكتور دجيري إلى أهمية الطب الشخصي والعلاجات المستهدفة، وهي نهج علاجي مبتكر يُدرّس في التكوين. وصرّح قائلاً: «لقد درسنا آخر التطورات في علم المناعة، وكذلك الخيارات العلاجية الجديدة مثل الطب الشخصي والعلاج الموجه. هذه العلاجات ضرورية لتوفير رعاية أكثر تناسباً لكل مريض».
كما أعرب الدكتور دجيري عن تقديره لسياسة التكوين المستمر التي وضعتها وزارة الصحة للأطباء العامين، مشيراً إلى: «أود أن أشكر وزير الصحة على رؤيته ودعمه للتكوين المستمر للأطباء. هذه المبادرات تتيح الاستجابة لاحتياجات الصحة العمومية، خصوصاً في مجالات علم التحسس وطب الرئة وغيرها من المجالات الهامة كالأمراض الناشئة والصحة المدرسية».
واختتم الدكتور دجيري حديثه بتأكيده على أهمية هذا التكوين في تحسين جودة الرعاية الصحية في الجزائر، معبّراً عن أمله في أن يتم توسيع هذا النوع من البرامج على المستوى الوطني. وقال: «نأمل أن يتم تعميم هذا التكوين في جميع أنحاء البلاد وأن يزداد عدد الأطباء المتخصصين في هذه المجالات لمواجهة احتياجات الصحة العمومية الحالية».
من خلال هذا اللقاء، سلّط الدكتور دجيري الضوء على الجهود الكبيرة المبذولة لمواجهة التحديات الصحية في الجزائر، مع التأكيد على أهمية التكوين المستمر لمهنيي الصحة في مواجهة الأمراض التحسسية والتنفسية.
مالك سعدو