تشخيص سرطان الثدي: بين الخزعة وقطعة الجراحة، الدور الحاسم للتشريح المرضي

يُعتبر تشخيص سرطان الثدي عملية تعتمد على خطوات دقيقة، من أبرزها التمييز بين الخزعة وقطعة الجراحة. في حديثها ضمن برنامج “صحتك بين يديك” الذي تبثه جريدة الصحة (Esseha.dz)، قدّمت البروفيسور سامية لعمش، المختصة في التشريح المرضي، توضيحات شاملة حول هذين النوعين من التحاليل، مشيرة إلى دورهما الأساسي في الوصول إلى تشخيص موثوق.

الفرق بين الخزعة وقطعة الجراحة

بدأت البروفيسور لامش بشرح الفروق بين الخزعة وقطعة الجراحة. وقالت: “الخزعة هيعملية أخذ عينة صغيرة من النسيج المشبوه بهدف تأكيد وجود خلايا سرطانية محتملة. تُعتبرهذه الخطوة الأولى في التشخيص، حيث إنها سريعة وقليلة التوغل.” تسمح الخزعة بالحصول على رؤية أولية لنوع الخلايا وتحديد الحاجة لإجراء تحاليل إضافية.

أما قطعة الجراحة، فهي عملية استئصال نسيج أكبر، غالباً ما تُجرى بعد التأكد من الإصابة بالسرطان. وأضافت البروفيسور: “عند تحليل قطعة الجراحة، نسعى لتأكيد نتائج الخزعة،وتقييم مدى انتشار السرطان، ومراقبة حدود الأنسجة المحيطة بالورم. هذا التحليل يساعدفي تقييم فاعلية التدخل الجراحي وتحديد العلاجات الإضافية.” تُعد قطعة الجراحة مصدراً للمعلومات المكملة، الضرورية لتحديد العلاج الأنسب للمريضات.

دور التشريح المرضي في تحليل العينات

بمجرد وصول العينات، سواء كانت خزعة أو قطعة جراحية، إلى المختبر، يتم تثبيتها في محلول الفورمول لضمان سلامتها. وتوضح البروفيسور لامش قائلة: “هذه الخطوة ضروريةلضمان استقرار الخلايا وتمكيننا من فحصها بدقة تحت المجهر.” يتم تجهيز العينة بعناية، حيث تُقطّع إلى شرائح رقيقة وتُلون لتحليل التفاصيل بدقة.

وبفضل الفحص المجهري، يتمكن المختصون من تحديد طبيعة الخلايا السرطانية ومدى عدوانيتها. وفي حالة الخزعة، يساعد ذلك في تأكيد التشخيص المبدئي ووضع استراتيجية للعلاج. أما في حالة قطعة الجراحة، فيتيح التحليل التأكد من إزالة جميع الخلايا السرطانية وتقييم حدود الأنسجة الجراحية. وتضيف البروفيسور: “هذه المعلومات أساسية لتحديدمسار العلاج القادم، سواء كان عبر الجراحة، أو العلاج الكيميائي، أو العلاجات الموجهةالأخرى.

أهمية الوقت والدقة في التشخيص

تناولت البروفيسور لامش أيضاً مسألة الوقت بين أخذ العينة والحصول على النتائج، مشيرة إلى أن “كل خطوة، بدءاً من التثبيت، مروراً بالتقطيع، ووصولاً إلى التحليل، تتطلب وقتاً لضماندقة التشخيص وتفادي أي أخطاء.” وقد يكون انتظار النتائج صعباً على المريضات، لكن احترام هذه المراحل أمر حيوي لتحقيق أفضل النتائج.

أهمية الفحوصات المنتظمة والكشف المبكر

كما شددت البروفيسور على أهمية الكشف المبكر والفحوصات المنتظمة، قائلة: “الحملاتالتوعوية ضرورية لحث النساء على إجراء تصوير الثدي الشعاعي والفحوصات الروتينية. فالتشخيص المبكر يزيد من فرص نجاح العلاج ويقلل من الحاجة للتدخلات الكبيرة.

باستعراض الفرق بين الخزعة وقطعة الجراحة، أكدت البروفيسور سامية لامش على أهمية التشخيص الدقيق والخطوات الضرورية لتحليل كل عينة بشكل أمثل. إن الدقة في التشريح المرضي تُمكن الأطباء من وضع خطط علاجية ملائمة، ما يزيد من فرص الشفاء ويعزز جودة حياة المرضى المصابين بسرطان الثدي.

مالك سعدو

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد