دراسة جديدة: زراعة الميكروبيوم البرازي قد تعزز ترميم الخلايا في الأمعاء

في دراسة حديثة أجراها باحثون من جامعة جونز هوبكنز، تمكّن العلماء من تحسين الفهم العلمي لآلية نجاح زراعة الجراثيم البرازية، وذلك بعد اكتشافهم لمواد جينية من الكروموسوم الذكري في أمعاء مريضات خضعن لهذه الزراعة. تُعدّ هذه الزراعة، والمعروفة بزراعة الميكروبيوم البرازي (FMT)، إجراءً يتم فيه نقل براز من متبرعين أصحاء إلى أمعاء مرضى يعانون من التهابات شديدة ومتكررة تسببها بكتيريا تُعرف باسم Clostridioides difficile.

وفقًا للدراسات السابقة، يُعتقد أن زراعة براز المتبرعين تساعد في استعادة التوازن الطبيعي للبكتيريا الصحية في الأمعاء، خاصةً لدى الأشخاص الذين تضررت أجهزتهم الهضمية بفعل العلاج بالمضادات الحيوية. وتتمثل إحدى أعراض الإصابة المتكررة بعدوى C. difficile في الإسهال الشديد والتهاب القولون، وهي حالة يصعب علاجها بالطرق التقليدية.

نشرت الدراسة في مجلة Journal of Gastro Hep Advances في 18 أكتوبر، وتُظهر أن انتقال خلايا من أمعاء المتبرع إلى المريض قد يلعب دورًا في تحقيق نتائج علاجية إيجابية لدى بعض المرضى. وأوضح الدكتور سودير دوتا، الباحث الرئيسي في الدراسة، أن هذه الخلايا قد تكون أكثر فعالية من مجرد نقل البكتيريا بحد ذاتها. وأشار إلى أن الخلايا الظهارية الموجودة في جدار الأمعاء الدقيقة والقولون تساعد في الحفاظ على البنية الهيكلية لوظائف الأمعاء، حيث يفقد الإنسان ملايين من هذه الخلايا يوميًا عبر الجهاز الهضمي.

وخلال الدراسة، اكتشف الباحثون وجود جين SRY المسؤول عن السمات المرتبطة بالكروموسوم الذكري Y، في عينات البراز لبعض المريضات اللاتي تلقين زراعة الميكروبيوم من متبرعين ذكور. وقال الدكتور سانديب فيرما، الباحث المشارك في الدراسة، إن وجود الكروموسوم Y في الأمعاء يشير إلى أن زراعة الميكروبيوم قد تسهم في ترميم الخلايا الظهارية في جدار الأمعاء، مما يغيّر بيئة الأمعاء الداخلية ويعزز الفعالية العلاجية للإجراء.

ولغرض البحث، حلل الفريق عينات من 30 متبرعًا و22 مريضًا ممن خضعوا للزراعة على مدار 24 شهرًا، ووجدوا أن 33% من المريضات اللاتي تلقين الزراعة من متبرعين ذكور أظهرن وجود كروموسومات Y، وهو ما لم يكن متوقعًا في الحالات الطبيعية.

وأكد الدكتور فيرما على أهمية إجراء المزيد من الدراسات على نطاق أوسع لتحديد مدى تأثير “الزرع” الخلوي للكروموسوم Y على استعادة الخلايا في الأمعاء، مضيفًا أن فهم دور الخلايا المأخوذة من المتبرعين قد يساهم في تطوير علاجات جديدة تتجاوز إعادة توازن الميكروبيوم وتركز على تعزيز الهيكل الظهاري للأمعاء.

يذكر أن إدارة الغذاء والدواء الأمريكية قد اعتمدت هذه التقنية في عام 2022، ويقدر بأن حوالي 48 ألف عملية زراعة ميكروبيوم برازية يتم إجراؤها سنويًا في الولايات المتحدة.

مالك سعدو

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد