الترطيب الكافي: درع وقائي لصحة القلب والجسم
تشير الأبحاث العلمية الحديثة إلى أهمية شرب كميات كافية من الماء، خاصة في الأيام الحارة ومع بذل جهد بدني مكثف، لتجنب مخاطر صحية كبيرة قد تصل إلى فشل القلب.
في الظروف العادية، يفقد الجسم حوالي 2.5 لتر من السوائل يومياً، ويمكن أن تتضاعف هذه الكمية في الأيام الحارة. من الضروري إذن الانتباه إلى شرب كميات كافية من الماء لتجنب أعراض التعب والضعف والدوار، التي تؤثر أيضاً على الأداء الذهني والبدني.
أظهرت دراسة علمية أجريت في عام 2021 أن نقص السوائل يمكن أن يترك آثاراً خطيرة على الجسم؛ فعندما لا يحصل الجسم على كمية كافية من الماء، يبدأ في الاحتفاظ بالسوائل، ما يؤدي إلى تفعيل عمليات قد تسهم في تطور فشل القلب. ووفقاً للدكتورة ناتاليا ديميترييفا من المعهد الوطني الأمريكي للقلب والرئة والدم، فإن الحفاظ على ترطيب الجسم يساعد في الوقاية من التغيرات القلبية التي قد تؤدي إلى فشل القلب.
ينصح الخبراء بشرب ما بين 1.5 إلى 2 لتر يومياً في الطقس المعتدل، فيما يجب زيادة الكمية في الطقس الحار. ويوضح الخبراء أن الشعور بالعطش قد يكون دليلاً على بداية الجفاف الداخلي، لذلك من المهم عدم الانتظار حتى العطش للشرب.
وتشير توصيات الاخصائيين إلى ضرورة تناول ما لا يقل عن 1.5 لتر من الماء يومياً، وهو ما يكفي عند درجات الحرارة العادية، لكن الكمية تزيد بشكل كبير في الصيف.
أهمية الحفاظ على الترطيب للوقاية من فشل القلب
تضمنت الدراسة تحليل بيانات 15,792 شخصاً بالغاً تم تقسيمهم إلى أربع مجموعات وفقاً لمستوى تركيز الصوديوم في الدم، وتابع الباحثون حالاتهم على مدى 25 سنة. وتوصلت النتائج إلى أن زيادة تركيز الصوديوم إلى أكثر من 142 ملمول/لتر يرتبط بزيادة خطر الإصابة بفشل القلب وتضخم البطين الأيسر.
الدكتورة ديميترييفا تعلق: “تشير النتائج إلى أن الترطيب الجيد طوال الحياة يمكن أن يقلل من خطر الإصابة بمشاكل القلب. كما أن تقييم مستوى الصوديوم لدى الأفراد قد يساعد الأطباء في التعرف على الأشخاص الذين قد يحتاجون إلى تحسين نمطهم في شرب السوائل.”
تذكر الدراسة أن الحفاظ على الترطيب ليس مجرد ضرورة يومية، بل هو عنصر وقائي مهم لصحة القلب، خاصة مع تقدم العمر.
فاطمة الزهراء عاشور