اضطرابات النوم: مشكلة صحية متفاقمة تؤثر على الحياة اليومية
اضطرابات النوم هي مشكلة شائعة تؤثر على العديد من الناس في مرحلة ما من حياتهم. في حين أن الليالي السيئة من النوم في بعض الأحيان ليست سببا رئيسيا للقلق، إلا أن مشاكل النوم المستمرة يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة على الصحة العامة والرفاه. يشير المتخصصون إلى أن هذه الظاهرة، المعقدة في كثير من الأحيان، يمكن أن تنتج عن أسباب مختلفة تتراوح من العوامل البيئية إلى الحالات الطبية الكامنة.
يقول العديد من الخبراء إن العوامل الخارجية يمكن أن تؤثر بشكل كبير على نوعية النوم. الغرفة الساخنة جدا أو الباردة جدا، والضوضاء المحيطة، والفراش غير المريح، واستهلاك القهوة أو الكحول في المساء، فضلا عن التوتر والقلق، يمكن أن تعطل النوم. يمكن أن تلعب هذه العناصر، على الرغم من التقليل من شأنها في كثير من الأحيان، دورا رئيسيا في ظهور اضطرابات النوم.
بالإضافة إلى ذلك، يلاحظ بعض الأخصائيين الطبيين أنه من المعروف أن بعض الأدوية تؤثر على النوم. على سبيل المثال، يمكن أن يكون لأدوية ارتفاع ضغط الدم، وبعض المضادات الحيوية، وأدوية الربو، ومضادات الاكتئاب، ومدرات البول، والأدوية الهرمونية مثل تلك المستخدمة في الغدة الدرقية، آثار جانبية تعطل النوم. من المهم، وفقا للأطباء، عدم مقاطعة أو تعديل استخدام هذه الأدوية دون استشارة أخصائي صحي، لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى تفاقم المشاكل الصحية الأساسية.
يشير خبراء علم الأحياء الزمني إلى أن الاضطرابات في إيقاع النوم، مثل تلك الناجمة عن العمل بنظام المناوبة أو تأخر الرحلات الجوية، يمكن أن تؤدي أيضا إلى اضطرابات النوم. عندما يتم إلغاء مزامنة الساعة الداخلية للجسم مع دورة النهار والليل الطبيعية، غالبا ما يستغرق الجسم عدة أيام للتكيف مع منطقة زمنية جديدة. يلاحظ أطباء أمراض النساء وأخصائيو انقطاع الطمث أن النساء بعد انقطاع الطمث يمكن أن يعانين أيضا من مشاكل في النوم بسبب الهبات الساخنة الليلية، والتي غالبا ما توقظهن متعرقات.
يشير أخصائيو الصحة العقلية والبدنية إلى أن اضطرابات النوم يمكن أن تكون مرتبطة أيضا بالأمراض العقلية والجسدية. غالبا ما تكون حالات مثل الاكتئاب واضطرابات القلق مصحوبة بمشاكل في النوم. وبالمثل، يمكن للأمراض الجسدية مثل حرقة المعدة، وفرط نشاط الغدة الدرقية، وأمراض الجهاز التنفسي مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن، والصداع، وآلام المفاصل، أن تعطل النوم. إذا استمرت مشاكل النوم، فمن الأهمية بمكان استشارة الطبيب لتحديد وعلاج أي مرض كامن.
مالك سعدو