جزائريون يموتون بسبب عضّة الكلب في 2020
انتقدت البروفيسور عاشور كريمة رئيسة مصلحة الجراحة الصدرية بمستشفى مايو بباب الوادي الانتشار الكبير للكلاب الضالة غير الملقحة وغير المراقبة في بلادنا والتي تزايد بشكل لافت جدا خلال فترة الحجر الصحي جراء وباء كورونا، ما ينذر بكارثة صحية.
وأوضحت البروفيسور عاشور أنّ التهديدات الصحية لداء الكلب لا تزال قائمة، متسائلة عن دور السلطات المحلية والمؤسسات المعنية في القضاء عليها، حيث قالت “للأسف الكلب لازال يقتل في الجزائر، وعشرات الجزائريين يفقدون حياتهم بسبب عضات الكلاب”.
وأشارت المختصة الى المفرغات العشوائية التي تعتبر الملاذ المفضل لهذه الكلاب واقترابها من المحيط الذي يعيش فيه الافراد وهو ما يهدد حياة الجميع خاصة الاطفال، حيث ان تواجد الكلاب لم تعد حكرا على الاحياء الشعبية بل باتت متواجدة بكثرة في الاحياء الراقية.
وقالت البروفيسور عاشور “يكفي ان نقوم بجولة بسيطة في ساعة متأخرة او باكرة من اليوم لنتأكد من الانتشار المتزايد للكلاب الضالة حتى في ارقى واعرق الاحياء”
واستطردت البروفيسور عاشور قائلة “اننا اصبحنا نخجل بالتصريح بانتشار داء الكلب في الجزائر، بالنظر الى الخطوات التي حققناها في مجال محاربة كثير من الامراض المعدية الاخرى على غرار الدفتيريا والملاريا، والشلل..”
واشارت المختصة الى ان الكلب يعد قاتلا وناقلا للعديد من الامراض المعدية منها الكلب والكيس المائي وكلاهما في قمة الخطورة.
وحملت المختصة وزارة الداخلية من خلال الجماعات المحلية التي تتقاعس في القضاء على الكلاب الضالة وجمع النفايات وتخصيص فضاءات بعيدة عن الاحياء وحاويات كافية تبعد الاوساخ عن الحيوان الذي يتسبب في نقل عديد الامراض لاسيما الكلاب والقطط والجرذان، مؤكدة ان وزارة الصحة تعد الحلقة الاخيرة التي تتكفل بعلاج نتائج هذه السلوكات غير السوية وغير المسؤولة.
ويقارب عدد الوفيات بداء الكلب في الجزائر سنويا ما معدله 20 وفاة سنويا خلال العشر سنوات الماضية، حيث يواصل الكلب في أن يكون من أسباب الوفاة في الجزائر بسبب الإهمال و الجهل بالمخاطر الحيوية.
و تفيد الإحصائيات المتوفرة ان 60 بالمائة من حالات الإصابة بالكلب لدى البشر لا يتم فيها استشارة طبيب إلا بعد ظهور الأعراض، مقابل نسبة 20 بالمائة يقومون بالتوجه إلى مركز طبي بصورة فورية بعد الإصابة و 8 بالمائة بعد 24 ساعة و الباقي في حدود 48 ساعة و على غرار باقي الدول فإن العامل الرئيسي لانتقال العدوى أو المرض هو الكلب بنسبة 90 بالمائة من الحالات..
ويعد التلقيح بعد التعرض لعضة الكلب او حيوان مشتبه في إصابته بالكلب ضروريا و الزاميا برأي العديد من المختصين، ولا يزال داء الكلب يمثل مشكلا للصحة العمومية و يتطلب حملة إعلامية وتحسيسية واسعة وتنسيقا وثيقا بين كافة المصالح من صحة و فلاحة ومجموعات محلية.
و يبقى التلقيح هو الحل الأمثل والسلاح الوحيد الفعال لتفادي الوفاة بالكلب بعد الاصابة وعليه يجب البدء في مبادرات على مستوى المدارس والمساجد من اجل تربية وإعلام السكان حول هذه الآفة التي سبق لبعض الدول معايشتها والقضاء عليها.
شريفة/ر