قد يعظ نفسه..أو يضرب غيره أو يكسر أثاث المنزل : نصائح للتعامل مع الطفل المصاب بالتوحد في ظل تفشي فيروس كورونا

 

 

تطرح الأسر التي لديها طفلا مصابا بطيف التوحد خلال هذا الظرف الصحي الاستثنائي بسبب تفشي فيروس كورونا، تساؤلات عدة حول كيفية التعامل الجيد والأمثل مع طفلها المصاب، لاسيما في ظل استمرار التأكيد بأهمية الالتزام بالتباعد الاجتماعي أو لنقل الحجر المنزلي كونه السبيل الأمثل لتفادي الاختلاط بالغير وبالتالي تفادي العدوى.

 في هذا الموضوع تؤكد الدكتورة ريمة وشان مختصة في الطب العقلي للأطفال والمراهقين والعائلة بان الظرف الصحي الحالي استثنائي بالنسبة للجميع وهو كذلك بالنسبة للمُصابين بطيف التوحد، حيث يعاني الطفل التوحدي في الظرف العادي من اضطراب في سلوكه وتصرفاته، فما بالك في هذا الظرف الاستثنائي الذي ألزم الجميع بتدابير العزل الاجتماعي “في الوقت الذي نشجع الطفل التوحدي في حصص العلاج على التواصل مع الغير”، تقول المختصة في تحليلها للوضع الذي تعانيه اسر أطفال التوحد في ظرف تفشي كورونا.

وتضيف المختصة قائلة بان هذا التناقض يولد اضطرابا على الطفل التوحدي ويجعل من أمر إقناعه بالمكوث بالمنزل وعدم الخروج لتفادي عدوى الفيروس أمر صعب. وتشير الى حالات يأس كبير تعاني منه بعض اسر أطفال التوحد حاليا، حيث تتلقى اتصالات من أمهات يتحدثن عن سلوك ابنها التوحدي الذي يصيب نفسه بجروح متعمدا، أو ان يعظ نفسه مخلفا أثارا زرقاء على أنحاء متفرقة من جسده أو حتى يحدث خدوشا كبيرة على الجدران أو يكسر بعض الأثاث عمدا أو غيرها من السلوكيات المضطربة التي تولدت عن فترة الحجر الصحي.

وأمام هذا الوضع،تدعو المختصة ريمة وشان الأولياء بالتحلي بالصبر والأخذ بتعليمات ونصائح الأطباء المعالجين المختصين.ومنه وضع برنامج يومي للتعامل مع طفلهم التوحدي يتضمن تنظيم الوقت والمكان.أما عن الوقت فتشير المختصة الى ان ظرف تفشي فيروس كورونا اكسب بعض الاسر عادات غير صحية ومنه السهر الطويل ليلا والنوم نهارا. ناصحة هؤلاء بالعودة الى العادات الصحيحة حيث ان كل طفل لابد له ان ينام ساعات كافية في الليل من اجل نموه الجسمي والعقلي الجيد.

أما تنظيم المكان فيتضمن –حسبها- وضع جدول توقيت للعب وللأكل وللكتابة والرسم باعتماد صور توضيحية لجذب اهتمام الطفل المصاب بالتوحد، كما تنصح الأولياء إشراك الطفل التوحدي في البرنامج اليومي لهم مثل تنظيف وترتيب البيت، وكذا إكثار الأنشطة التي يحب الطفل ممارستها دون إرغامه على ممارسة أي نشاط لا يحبه.

زينة عبد المالك

 

 

 

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد