80 بالمائة من المصابين بمرض “كرون” النادر يعالجون بالجراحة
يعرف مرض كرون أو متلازمة كرون على أنه مرض نادر بتسبب في التهاب الأمعاء المزمن والتهاب بطانة الجهاز الهضمي من الفم إلى فتحة الشرج، حيث يصيب جدار الأمعاء أو جزء منه، وأكثر المناطق تعرضا للالتهاب هي الجزء الأخير من الأمعاء الدقيقة أو الأمعاء الغليظة “القولون”.
وتبقى الأسباب الحقيقية للمرض مجهولة، غير أن هنالك بعض عوامل الخطورة التي تزيد من احتمال الإصابة بالمرض ومنها العمر والوراثة والتدخين والأدوية غير الستيرويدية المضادة للالتهابات والمسكنات والتلوث، ويحمل المرض في العادة أعراضا متعددة منها آلام البطن، والإسهال المتكرر، وفقدان الوزن والتعب.
ويصيب المرض بشكل خاص الأطفال والمراهقين بنسبة 15 إلى 20 بالمائة، كما يزداد احتمال الإصابة به لدى الفئة العمرية المتراوح سنها بين 20 إلى 40 عاما.
ومن الصعب جدًا تشخيص مرض كرون في بدايته، لتشابه أعراضه مع أعراض أمراض أخرى منها التهاب القولون التقرحي والقولون العصبي وقرحة المعدة، وغيرها. ولكن الفحوصات الطبية تسمح بالتفرقة.
وقصد بلوغ تشخيص دقيق يجب القيام بتحاليل الدم، التي تظهر عادة فقر دم مع ازدياد في نسبة الكريات البيضاء، وارتفاع سرعة التخثر والقيام أيضًا بالصور الإشعاعية، ومن أهمها التصوير الإشعاعي الظليل والتصوير بالرنين المغناطيسي، والطبقي المحوري، حيث تظهر الأمعاء الدقيقة في نهايتها مضيقة ومتقرحة. ومن أهم الفحوصات، الفحص بالمنظار، مع إجراء خزعة (عينة من الأنسجة) للفحص المجهري، فهي ضرورية لاستبعاد الأمراض الأخرى.
ومن العلاجات المقترحة نجد العلاجات الدوائية والجراحية والغذائية، حيث يخضع حوالي 80 بالمائة من المصابين للجراحة لعلاج النوبات الشديدة التي تصيبهم أو الحالات المصحوبة ببعض المضاعفات الصحيّة، مثل انسداد الأمعاء المتكرّر، وانثقاب الأمعاء والإصابة بالخرّاج.
ويمكن اعتماد الحل الجراحي في الحالات التي لا تتعافى أو لا تستجيب للدواء، ويُزال في هذه الحالة الجزء المتضرّر من الأمعاء فقط، ممّا يساعد على التخفيف من أعراض المرض، وقد يحتاج الشخص المصاب إلى استخدام أحد أنواع مثبِّطات المناعة.
ويمكن للمرضى متابعة حياتهم بشكلٍ طبيعيّ فالمرض لن يؤثر على مسيرتهم المهنية أو حياتهم الزوجية وتمتعهم بنعمة الأبوة والأمومة في حال التزامهم بالتربية العلاجية المنصوح بها من قبل الأطباء والمداومة على تناول الأدوية ونظام غذائي يحتوي على نسبة بسيطة من الألياف وخالي من الدهون للتخفيف من الإسهال وتشنّج البطن، كما ينصح بممارسة الرياضة والاسترخاء.
ويشير بعض المختصين إلى التزام بعض الإجراءات الوقائية لتجنب الإصابة ومنها تناول وجبات صغيرة، حيث يجب تناول خمس أو ست وجبات صغيرة بدلاً من تناول ثلاث وجبات كبيرة وشرب الماء بكميات كبيرة وكذا تناول الفيتامينات لأن المرضى قد يواجهون مشاكل في امتصاص بعض الأغذية والمعادن، بالإضافة إلى التوقف الفوري عن التدخين لأنه من بين عوامل الخطورة.
شريفة/ر