ارتفاع حالات الإصابة بفيروس كورونا بعد رفع الحجر: “عقلية الزكارة” تضع الجزائر في خطر
استضافت حصة “مع الطبيب” التي تبثها مديرية الصحة والسكان لولاية بومرداس منذ بدا ظهور فيروس كورونا مباشرة على صفحتها الرسمية على موقع “الفيسبوك”،الطبيب سمير بن قليل من مصلحة مكافحة فيروس كورونا بمستشفى دلس الذي تحدث عن أسباب ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس في الأيام القليلة الماضية مباشرة بعد قرار رفع الحجر،مرجعا ذلك الى عدم التزام المواطنين بإجراءات الوقاية لاسيما ارتداء الكمامة. كما لم يخف الطبيب اعتقاده بان حالات الإصابة ستسجل منحى تصاعديا أخر في الأيام القادمة بسبب استمرار الكثير من المواطنين في التهوين من أمر الفيروس،والضرب بعرض الحائط كل التوصيات المؤكدة على سبل الوقاية خاصة ارتداء القناع الواقي.الى جانب الحرص على تعقيم اليدين كل وقت واحترام صارم لمسافة التباعد الاجتماعي.كما استهجن الطبيب ذهنية اللامبالاة أو “الزكارة”..معتبرا هذا السلوك غير المسؤول يجعل الجزائر اليوم في خطر.
وعن مصلحة مكافحة فيروس كورونا بمستشفى دلس،قال الطبيب بن قليل بان الأطقم الطبية المكلفة بالمصلحة،مازالت مجندة ليل نهار في سبيل مكافحة انتشار الفيروس كما أكد بان عمال الصحة قد عزلوا أنفسهم عن العالم الخارجي حتى ان أهلهم حتى تجاوز هذا الظرف الصعب.كما تحدث عن مشكل يراه سببا أخر في تواصل انتشار كورونا وهو التزام الحالات المشبوه إصابتها بالفيروس من الشباب بتعاليم الحجر المنزلي حتى ظهور النتيجة النهائية،ثم التزامهم بتلقي العلاج في منازلهم ثم يتجاوزون التعليمات ويخونون ثقة الأطباء بعدم التزامهم بالحجر،وهذا معناه عدوى آخرين ومنحى تصاعدي لحالات الإصابة.ومنه ثمن الطبيب قرار الغلق المؤقت للشواطئ والأماكن العامة،قائلا بأنه قرار يصب في المصلحة العامة،لكون من الصعب جدا التحكم في الاختلاط الكبير للناس مع بعضهم البعض في مساحات ضيقة وان كانت مفتوحة مثل الشواطئ “خاصة وانه يستحيل ارتداء الكمامات على الشواطئ”،يقول الطبيب بن قليل مؤكدا بان كل إجراءات الحظر المؤقت حاليا ليست “زكارة في الشعب”،حسب تعبير الطبيب وإنما حماية للصحة العمومية.
من جهة أخرى،طرح الطبيب سمير بن قليل إشكالا أخر اعتبره “ظاهرة اجتماعية” حيث ان المصاب بالفيروس والذي شفي منه يصبح بعد انقضاء فترة العلاج “شخصا منبوذا”،وقال انه من الأهمية بمكان ان يدرك المجتمع الجزائري بان فيروس كورونا شبيه بفيروس الأنفلونزا،وان خطورته تكمن في عدم إيجاد لقاح مضاد الى اليوم وان التزام بقواعد الوقاية هو الدواء الوحيد المتوفر اليوم.كما قال ان كورونا ليست السيدا أو ايبولا وانه لا بد للمواطن التحلي بروح المسؤولية إزاء هذا الوضع الصحي الاستثنائي لتجاوزه بنجاح قريبا.
زينة عبد المالك