الاكتئاب ومعاناة الجزائريين من الحجر الصحي
يعاني الكثير من الجزائريين من الاكتئاب، وخاصة في الوقت الحالي التي تمر به البلاد أو العالم بأسره بسبب جائحة فيروس كورونا.
وإن كان البعض يظن أن الأعراض محصورة بما هو نفسي فقط، فإن هذا ليس دقيقاً تماماً، بل يعود إلى عدم ممارسة أي نشاط لقتل الوقت كالعمل، الرياضة قضاء وقت مع العائلة أو الأصدقاء خارج المنزل، فالمواطن الجزائري بطبعه يقضي مجمل وقته خارج المنزل أكثر من بقائه بالبيت، ولهذا التدابير التي أخذتها وزارة الصحة بتطبيق الحجر الصحي، دفعت الجزائريين للخروج عن السيطرة وتدهورت حالتهم النفسية سواء بالنسبة للمرأة أو الرجل
وقد كشف الدكتور محمد حامق، أستاذ علم النفس، في دراسة أجراها 2017 ، أنّ 60 بالمائة من الجزائريين يعانون من الاكتئاب الحاد، الذي أطلق عليه أحد الباحثين الجزائريين تسمية “الاكتئاب الأحمر”.
وقال الدكتور حامق إن ما يفوق مليون جزائري لديهم اضطرابات نفسية فصامية أو ما يسمى باضطراب تعدد الشخصيات، وإنّ الإحصائيات الرسمية للأمراض النفسية غير دقيقة والسبب حسبه يعود لعدم وجود مرجعية موحدة في الطب النفسي.
الاكتئاب مرض يميّزه الشعور الدائم بالحزن وفقدان الاهتمام في الأنشطة التي يتمتع فيها الشخص عادةً، وهو يقترن بالعجز عن أداء الأنشطة اليومية لمدة أسبوعين على الأقل، حسبما أوردته منظمة الصحة العالمية.
هو مرض يصيب النفس والجسم وأعراضه تتمثل في: فقدان الطاقة؛ وتغيّر الشهية؛ النوم لفترات أطول أو أقصر؛ القلق؛ انخفاض معدل التركيز؛ التردّد؛ والاضطراب؛ والشعور بعدم احترام الذات أو بالذنب أو باليأس؛ والتفكير في إيذاء النفس أو الانتحار.
عادة، لا يستطيع الأشخاص المصابون بمرض الاكتئاب الاستمرار بممارسة حياتهم اليومية كالمعتاد، بحيث يسبّب لهم ألماً نفسياً يؤثر في قدرته على القيام حتى بأبسط المهام اليومية، ويخلّف أحياناً عواقب مدمرة على علاقته مع أسرته وأصدقائه. ويمكن أن يؤدي إلى الانتحار.
ويتعامل غالبية العاملين في مجال الصحة مع الاكتئاب كمرض مزمن يتطلب علاجا طويل المدى.