تأثير الشاشة على نمو الطفل : “الشاشة لا تؤدي إلى الإصابة بمرض التوحد”

 

يكون الطفل عند تعرضه للشاشة وذلك لساعات طويلة بموضع المتلقي أو بمعنى أفضل بصفة المستقبل فقط، فيقوم بأخذ كل الرسائل الموجهة إليه دون تفريق، ولأن الطفل لا يمكنه التميز بين الخطأ والصواب، يصبح ضحية لكل ما يشاهده، ناهيك عن الآثار السلبية التي من شأنها عرقلة نموه، وتجدر الإشارة هنا أنّ المقصود بالشاشة يشمل كل من التلفاز، الهاتف الذكي، واللوحة الذكية.

إنّ تُرك الطفل دون سن الثالثة أمام الشاشة لأكثر من 4 ساعات في اليوم، دون الحديث أو اللعب معه، يولد لديه شعورا، بأن والدته قامت بهجرانه والتخلي عنه، وهو ما يخلق شعورا بعدم الأمان والخوف بالإضافة إلى اضطرابات سلوكية لا يمكن تخيل خطورتها على المدى القريب والبعيد.

أكدت الطبيبة كهينة مزمار، الأخصائية في الطب النفسي والعقلي للأطفال من خلال المقابلة التي أجراها معا موقع “ESSEHA.COM”، عن خطورة أثر الإفراط في مشاهدة الشاشة على الصحة النفسية والجسدية للطفل، على ضرورة تفطن الأولياء للنتائج المترتبة عن استعمال التكنولوجيات الرقمية، مفصلة بذلك هذا الموضوع في عدة نقاط.

كيف تعرقل الشاشة نمو الطفل من سن الصفر إلى سن الثالثة؟

بعكس الاعتقاد السائد فإن وضع الرضيع أو الطفل ما دون سن الثالثة أمام التلفاز هو أمر لا يكسبه أي مهارة، أو قيمة معرفية، بحيث أشارت الطبيبة كهينة مزمار إلى أن الطفل هنا يكون منجذب فقط إلى الأضواء والأصوات المختلفة، إلى درجة أنه لا يستجيب للنداء عند مناداته، فيكون كل انتباهه ممتص من قبل الشاشة. هذا الأمر يخلق مشاكل في النمو كتأخر النطق، واكتساب المهارات الاجتماعية، اكتشاف العالم الخارجي والحركة.

 ومن جهة أخرى فإن العديد من الدراسات في أمريكا، وأوروبا تؤكد أن الطفل الذي يتم تركه أمام الشاشة، كل نصف ساعة يفقد 49 بالمئة من قدراته الكلامية. في حين أن الطفل الذي تجنب والديه فعل ذلك، يمكنه مشاركة الحديث مع أقاربه بـ 45 مليون كلمة.

 

الشاشة ليست سببا لظهور التوحد

أكدت من جهتها الطبيبة كهينة مزمار إلى أن الشاشة لا تؤدي إلى الإصابة بمرض التوحد، بحيث يمكنها أن من تزيد وتعقيد تأزم وضعية المرض، لكن لا يمكن اعتبارها كعامل أساسي لظهور هذا الأخير. بحيث شاع مؤخرا خبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي أن تعرض الطفل للشاشة ولساعات طويلة يمكنه أن يؤدي إلى الإصابة بمرض التوحد، ويعتبر مايكل والمان من بين أول من روج لهذه الفكرة، على الرغم من أنه ليس طبيبا ولا مختص مجال الأمراض العصبية، بل هو مختص في الاقتصاد بجامعة “كورنيل”. فجاءت بذلك العديد من الدراسات التي تنفي صحة هذا الخبر الذي لا يعتمد على أي أساس علمي.

الأثار السلبية المترتبة عن الإفراط في مشاهدة الشاشة:

بقاء الطفل ما دون سن الثالثة أمام الشاشة يولد لديه نتائج سلبية تستمر معه إلى غاية سن العاشرة

  1. اضطرابات النمو:

عند الإفراط في مشاهدة الشاشة، يفقد الطفل من نسبة الميلاتونين التي تلعب دور في نموه.

  1. اضطرابات السلوك:

تظهر عدة اضطرابات على الطفل كالبكاء من دون أي سبب والصراخ، والإفراط في المشاعر الحساسة خصوصا عند توجيه الملاحظات عليه.

  1. التقليل من قوة الذاكرة:

عند البقاء في وضعية الجمود أمام الشاشة يكون انتباه الطفل مشتت، نظرا لسرعة الرسائل الضوئية والصوتية وبالتالي يكون الدماغ غير قادر على استيعاب كل ذلك الكم الهائل من السائل وبالتالي تكون الذاكرة مشتتة وضعيفة.

  1. فقدان القدرة على تحليل المشاعر:

يصبح الطفل غير قادر على تحليل تعابير الوجه لدى والدته والأشخاص الآخرين، كالفرح أو القلق وغيرها.

  1. تراجع النتائج المدرسية:

يصح لدى الطفل مشاكل في التركيز، وصعوبة في الاكتساب مما يؤثر سلبا على نتائجه المدرسية.

  1. مشاكل جسدية:

نظرا لوضعية الجلوس التي يتخذه الطفل أثناء المشاهدة وذلك لساعات طويلة، يمكن أن تخلق لديه مشاكل في العمود الفقري على مستوى الظهر والعنق، كما أن عدم الحركة يسبب عدم تطور العضلات وضمورها، علاوة عن ظهور مشاكل في البصر.

وهيبة عزازلي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد