وهو في فراش الموت، رشيد حناشي يدلي بشهادة مرّة عن ما ينتظر مريض الكوفيد في الجزائر
رشيد حناشي مفتش مادة الانجليزية سابقا واستاذ جامعي، فارق الحياة أمس الخميس، على الساعة الثانية صباحا، متأثرا بفيروس كورونا.
وهو في فراش الألم، كتب آخر منشور له على صفحته، يوم 29 أكتوبر الفارط،أدلى من خلاله عن شهادته عن ما ينتظر مريض الكوفيد من أتعاب ومصاريف وآلام جسدية ومعنوية قبل أن يجد نفسه وحيدا أمام حتمية القضاء والقدر.
وطالب المرحوم اصدقاءه ومتتبعيه إلى أخذ الحيطة والحذر لتجنب المسار الأليم الذي مر به هو وباقي مرضى الكوفيد في الجزائر.
اجلالا وترحما على روح الفقيد، رحمة الله عليه، نعيد نشر شهادته كاملة عل وعسى أن ينتبه الناس إلى الخطر الداهم وأخذ الحيطة كما تمناها رشيد حناشي.
نورة ص.
عله آخر منشور و أنا في كامل ضعفي… ..
اهلي و اصدقائي في كل مكان..
انتبهوا و خذوا حذركم فلا أحد منيع عن الاصابة حتى لو أخذت الاحتياطات.
صحتكم، بل حياتكم، قبل كل شيء و خاصة الوظيفة.
المانيا غير متوفرة و لا حتى المشفى العمومي لمدينتك سيتكفل بك. سألخص لك،
يستقبلونك في اول مرضك و انت غير مرحب بك و من حقهم الخوف منا لانهم سيعرفون مصيرنا ان اصيبوا.
وصفة طبية مخففة اولى و ربي يشفيك و عاود زرنا ان لم تتحسن.
زيارة ثانية،بعد اسبوع، و صفة طبية منقحة، تحاليل باموالك، انتظار، حيرة…. لن اصف وجع المرض…
تمر ايام و لا تحسن، تبدأ مرحلة التعلق بالقشة و انت في آخر ايام الشهر ذو الراتب البائس. تفقد حقك في تعويض الوصفة الثالثة من الضمان الاجتماعي، الذي يسرق اموالنا، و لن يحك ظهرك غير ظفرك….
تحاصرك القرارت و الطبيب الخاص يؤكد اصابتك و انك ضيعت…. وقتك. السكانير باموالك ، تحاليل مضادة باموالك crp، السكر…..
نتائج السكانير دائما إيجابية لتستسلم لبروتوكول عنيف يبكيك ان كنت لا تحب الحقن…….
لن تكون غير رقم احصائي لعدد الاصابات، الشفاء، او، لا قدر الله……
ستكون لأيام وحدك و في وحدتك تستعيد نفسك و تتضرع الى الله الشافي..
ستتذكر كل من لم يتمكنوا من النجاة بسبب استحالة تنفسهم…
اللهم ارفع عنا البلاء
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
خالص دعواتكم لي بالشفاء فلقد اصابنا ما اصابنا
اعتذر عن عدم تمكني من الرد على الهاتف و الرسائل.