مرضى ينتظرون على رصيف مزدحم : مصلحتي “العربي التبسي” و “محمد غينوز” الصحية بالعاصمة نقاط سوداء في المنظومة الصحية يجب معالجتها

مشهد مقرف ذلك الذي يتجلى للناظرين وهم يمرون أمام مصلحتي “العربي التبسي” و ” محمد غينوز”، التابعتين لمركز ” بيار ماري كوري”،  بسيدي امحمد، وسط العاصمة الجزائرية. مرضى و مرافقون يأخذون من الأرصفة مقاعد لهم في انتظار دورهم للفحص والعلاج.

من بعيد، يبدو المرضى الوافدين من عدة ولايات داخلية متقبّلين للوضع، ولكن ما إن تتبادل معهم أطراف الحديث، حتى يتفجّر الغضب الذي يسكن أفئدتهم. فالكثير منهم يحس بأبشع صور “الحقرة” اتجاههم.

أحدهم، شاب رافق والدته، لم يتمالك ما بداخله، قال : ” لقد أتينا لتلقّي العلاج، واذا بهم يقدّمون لنا المذلة و يدوسون بالقليل ما تبقى لنا من عزة في النفس. كم من أموال أهدرت في التفاهات ولم يفكروا يوما في فتح قاعة للانتظار تليق بمقام البشر، و تخفف من معاناة المريض الجسدية والنفسية. حتى الحيوانات ولها اسطبلات ترتاح فيها يا ناس”.

ومن جهتها، صرّحت عجوز تبدو مرهقة من الجلوس على حافة الطريق أن لها احساس كبير بدخول مرضى للمصلحة للعلاج، وصلوا بعدها إلى المكان. و هي تتساءل عن ما إذا هناك معالجة بالمعارف من قبل مستخدمي المصلحة . وتولّد لديها هذا الاحساس بعد أن طال عليها الوقت للدخول إلى المصلحة و بقائها “مرمية” في الشارع.

Aucune description disponible.

بالاضافة لمعاناة المرضى والمرافقين لهم على أرصفة الطريق مع كل ما يحدّق بهم من مخاطر الدهس بالسيارات و الاعتداء و احتمال تلقي الفيروسات من قبل المارين، لاحظنا تعامل مستخدمي مصلحة “محمد غينوز” مع الوافدين لها من مرضى و مرافقين، عبر نافذة تطل على الشارع مما جعل المكان نقطة ازدحام لم تراعى فيها تدابير الوقاية من فيروس كورونا، لاسيما التباعد الجسدي الذي طالما توصي به السلطات الصحية.

ان ما يحدث أمام مصلحتي الكشف والفحص “العربي التبسي” و “محمد غينوز”، بسيدي امحمد لا يليق بالجزائر دولة و مجتمعا. فهي نقاط سوداء تُسجّل على القائمين على المنظومة الصحية الوطنية، يتطلب محوها في أقرب الآجال باتخاذ اجراءات استعجالية تخفف من معاناة المرضى وترفع من معنوياتهم النفسية. اجراءات قد تكون عبر اعادة تنظيم هذه المصالح بتخصيص قاعات للانتظار أو تحويلهما إلى مرفق عمومي آخر يستجيب لمتطلبات كرامة المريض و حقه في الفحص والعلاج والمتابعة الطبية في ظروف تليق بمقام المواطن الجزائري.

نورة صاغي

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

يستخدم هذا الموقع ملفات تعريف الارتباط لتحسين تجربتك. سنفترض أنك موافق على ذلك ، ولكن يمكنك إلغاء الاشتراك إذا كنت ترغب في ذلك. قبول قراءة المزيد