تسجيل مقلق لحالات الإصابة اليومية بكورونا : الوضع لا يحتمل المزيد من الاستهتار
دعا الدكتور الياس اخموك عضو اللجنة العلمية لمتابعة ورصد انتشار وباء كورونا المواطنين الى عدم الاستهتار بالوضع الوبائي بالجزائر،معتبرا تسجيل 600 حالة إصابة بفيروس كوفيد-19 “رقم كبير يستدعي إعادة النظر مليا في الوضع الراهن للخروج من النفق”.
وقال الدكتور اخموك خلال نزوله ضيفا على حصة إعلامية أمس السبت، بان مدة انتشار الفيروس قد طالت، وإذا استمر الحال على شاكلته فان ربح المعركة ضد هذا العدو الخفي ستطول هي الأخرى. معتبرا بان المجتمع قد ربح المعركة الصحية الخاصة بالتكفل بمرضى الفيروس ولكنه خسر أهم معركة وهي التوعية،داعيا الى تكثيف حملات التحسيس خاصة في الأحياء والأحياء الشعبية التي تعتبر مسرحا لانتشار الوباء بسبب عدم التزام المواطنين بالتدابير الوقائية وتدابير الحجر.
في هذا الإطار، لفت الدكتور بان الشباب يعتبر من أكثر المستهترين بتدابير الحجر المنزلي، ففي الوقت الذي أغلقت كبرى العواصم العالمية عن الحركة والتزام السواد الأعظم للسكان بها لتدابير الحجر الصحي وهم اليوم يجنون ثمار ذلك،تسجل الجزائر حالة عكسية تماما حيث بمجرد تخفيف قيود الحجر الصحي عادت حالات الإصابة اليومية للارتفاع بشكل ينبئ بان الحرب ضد الوباء مازالت طويلة.
أما عن اقتراب عيد الأضحى المبارك فلم ير المتحدث في هذه الشعيرة الدينية ما قد يثير القلق الكبير كون خصوصية هذا العيد تقتضي الالتزام بالمنازل من اجل نحر الأضحية،عكس عيد الفطر الذي يسجل من جهته تنقلات أفراد العائلة لتبادل تهاني العيد.ولكنه لفت هنا الى أهمية عدم التهوين بإجراءات الوقاية والالتزام قدر المستطاع بالحجر المنزلي والتقليل من التنقلات قد المستطاع. مذكرا بان شخص واحد مصاب بالفيروس خلال تطبيق إجراءات الحجر يصيب شخصين الى ثلاثة أشخاص على أقصى تقدير،ويصيب قرابة 300 شخص إذا لم يلتزم بالحجر الصحي.
وأبدى الدكتور أسفه الشديد للاستهتار العام بالوضعية الوبائية لوباء كورونا بالجزائر،خاصة من طرف الشباب حيث تحدث عن حالات وقف عليها لشباب أصيب بالفيروس وأصاب والديه بالعدوى جراء استهتاره،توفي الوالدين جراء ذلك وتماثل الشباب للشفاء وهم يعيشون جراء ذلك تحت تأثير الصدمة والندم،داعيا في هذا المقام الى أهمية الامتثال للنصائح مهما بدت مجحفة لدى البعض،حيث اعتبر بأنه ما زال أمام المجتمع الوقت للتغلب على كورونا “أما إذا بقي الوضع كما هو اليوم فإننا للأسف سنسجل مزيدا من الوفيات ضحايا فيروس”.
زينة عبد المالك