المختص في علم الفيروسات وخبير منظمة الصحة العالمية د. يحي مكي: “على الجزائريين التحلي بالحكمة والعقلانية أمام كورونا..فالوضع خطير”
يخاطب المختص في علم الفيروسات الدكتور يحي مكي، وهو رئيس قسم الفيروسات التنفسية والسرطانية في المعهد الطبي الفرنسي في مدينة ليون ومستشار وزارة الصحة الفرنسية وخبير منظمة الصحة العالمية،الجزائريين للتحلي بروح المسؤولية أمام التفشي الخطير لفيروس كورونا بالوطن.ويتساءل عن سبب التعنت غير المبرر للبعض أمام الجائحة في الوقت الذي يتطلب الأمر تضافر جهود الجميع لتخطي هذه المرحلة الصعبة.
واعتبر الدكتور مكي، خلال نزوله ضيفا على إحدى البلاطوهات الإعلامية ليلة أمس،ان قرار العودة الى الحجر الصحي “ممكن وقرار حكيم لحماية البلاد والعباد من خطر الفيروس”،ضاربا مثلا بمنطقة فيكتوريا بغرب القارة الاسترالية التي سارعت السلطات الى غلقها كلية اثر ظهور حالات إصابة خوفا من انتشار العدوى لكامل البلاد
وقال :”اليوم لسنا في مرحلة محاسبة المخطئين كيفما كانوا..بل نحن أمام واجب إنقاذ الأرواح”. وأضاف ” أيها المواطن الجزائري عليك اليوم ان تغلب الحكمة في تصرفاتك لتحمي نفسك والآخرين، كيف لك ان تضرب بعرض الحائط للتعليمات الصادرة عن الدولة؟.. الدولة التي حمتك مدة عام كامل لما خرجت في حراك شعبي للمطالبة بالحرية،وقفت الى جانبك ووفرت لك الأمن لترفع صوتك مناديا بمطالب عديدة..هي نفس السلطة التي تدعك اليوم للالتزام بالحجر المنزلي وبقواعد الوقاية حماية أخرى لك ولغيرك”.
كما تساءل الدكتور مكي كيف للمواطن ان يفكر في التحضير لعيد الأضحى في ظل هذه الظروف الصحية الاستثنائية أمام فيروس يترقب أدنى خطأ حتى يضحي من جهته بالمخطئ سواء في مناسبة اجتماعية أو غيره.كما أبقى المختص في علم الفيروسات نفس النبرة وهو يخاطب الضمير المجتمعي لما قال انه لابد بتقليص كافة أشكال التجمعات في المناسبات الاجتماعية وتأجيلها الى وقت غير مسمى،متسائلا عن السبب في حضور مجالس العزاء بالمئات في الوقت الذي قد يكون المتوفى قد فارق الحياة مصابا بالكورونا.يقول:”الله اليوم يمتحننا في أنفسنا وفي أموالنا فعلينا بالصبر لتجاوز هذه المحنة”.
كذلك تحدث الدكتور مكي عن الإصابات المرتفعة وسط عمال الصحة،مرجعا ذلك الى الارتفاع العام في حالات الإصابة بالفيروس خلال الأيام الأخيرة.ففي بداية الجائحة وبفضل فرض الحجر المنزلي وتقييد حركة التنقل تراجعت حالات العدوى،وبالتالي قلت وسط الجيش الأبيض عكس ما يحدث اليوم أمام ارتفاع المصابين وحالات التشبع بالمصالح الطبية لمرضى كوفيد.19 فان ذلك انعكس سلبا على عمال الصحة وإصابتهم بالعدوى
واعتبر المختص بان تهاون المواطنين واستهتار بعضهم بالعدوى أدى الى ارتفاع في حالات الإصابة بالفيروس ما انعكس على عدد المرضى بالمستشفيات وهو ما اتعب الطاقم الطبي وأدى كذلك الى ارتفاع حالات العدوى بينهم بالمئات..
زينة عبد المالك