الأخصّائيون يحذّرون : غلق الأماكن العامة و حظر الاستجمام له آثار على التوازن النفسي للأشخاص
يتوقع خبراء الصحة النفسية تواصل الأمراض والمشاكل النفسية بتواصل مسببات تلك المشاكل وعلى رأسها القلق والتوتر الناجمين عن هذا الظرف الصحي الاستثنائي. وقالوا بان استمرار غلق الأماكن العامة وحظر الاستجمام بالشواطئ بسبب استمرار تفشي الفيروس، سيؤثر بشكل كبير على التوازن النفسي للأفراد.
في هذا السياق، يرى المختص النفساني احمد مزليوي منسق خلية الإصغاء والمتابعة بديوان مؤسسات الشباب لبومرداس، بان كل قرار يؤخذ من طرف السلطات تكون نتيجته حرمان الشخص من أشياء كانت الى وقت قريب روتينية وتمارس بشكل طبيعي، ستساهم في اختلال توازنه النفسي كما تنجم عن ذلك اضطرابات نفسية كالقلق والتوتر الذي ينجم عنهما حدة الطبع بما يؤدي بالمقابل الى مشاكل أسرية ومجتمعية.
وقال المختص بان التنزه في الغابات والحدائق والتجمعات بالأماكن العمومية وقصد الشواطئ للاستجمام، وغيرها من الأنشطة التي منعت أخذا بأسباب الوقاية من تفشي فيروس كورونا الى جانب الحرمان من السفر لذات الأسباب، عوامل قد تزيد من تكهرب العلاقات الاجتماعية بسبب الضغط الذي يولده الحرمان من أشياء كانت مبرمجة في اللاوعي الجماعي.
ودعا الأسر الى التفكير في ممارسة أنشطة أسرية (أي ما بين أفراد الأسرة الواحدة) كالألعاب الفكرية، ومناقشة المشاريع المستقبلية للأبناء وغيره. كما نصح بعدم الخوف من المشكل قبل وقوعه، حيث ان ارتفاع عدد الإصابات اليومية بالفيروس هذه الأيام، ولد هو الأخر خوفا من العدوى قائلا بأنه من الصعب التحكم في ذواتنا مع الهواجس، كما ان الخوف من المرض أكبر من المرض نفسه.
كما اعتبر النفساني بان تجاوز التعليمات الخاصة بالوقاية من الفيروس “عقاب فردي وجماعي على السواء”،ويشرح ذلك بقوله انه متى قرر احدهم عدم ارتداء الكمامة بالرغم من المختصين يؤكدون أنها تبقى ضمن إجراءات أخرى كالالتزام بالتباعد الاجتماعي وتعقيم اليدين كل مرة تبقى الدواء الوحيد للوباء لحد الآن،فعليه ان يتأكد بان عدم الخوف من العدوى لا تغنيه من الإصابة بالفيروس حقا،ولكن العكس هنا صحيح والنتيجة حماية فردية ومجتمعية،وهذا ما جعل النفساني يؤكد بأنه “في عز الأزمة الصحية نحتاج لتفكير صحي حتى نعرف كيف نقي أنفسنا وغيرنا”.
زينة عبد المالك